الرشيد: إسلام “بن سلمان” المعتدل.. يعني تحويل الشعب الى روبوتات مطيعة

سخرت استاذة علم الإنثربولوجيا الديني بجامعة لندن “مضاوي الرشيد”، من الحديث الذي أدلى به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، حول العودة بالسعودية الى الإسلام الوسطي، مشيرة الى انه لم يكن إسلام المملكة الوهابي في يوم من الأيام وسطيا أو معتدلا أو سمحا.

تقرير بتول عبدون

أثار إعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، العمل للعودة بالسعودية إلى الإسلام المعتدل العديد من التساؤلات.

الأكاديمية مضاوي الرشيد وفي مقال نشره موقع “ميدل إيست آي”، أكدت إن دعوة ابن سلمان غاب عنها أكثر الجوانب الهامة للإسلام المعتدل.

فطوال الأعوام الـ80 الماضية، اعتمد النظام السعودي على تفسيرات متشددة واستمر الاتجاه الطائفي الفريد من نوعه باسم الوهابية ، فبالتالي ليس هناك عودة الى الإسلام المعتدل كما تحدث بن سلمان لأنه في الأساس لا اعتدال في السعودية.

وأكدت  الرشيد، أن الإسلام المعتدل بالنسبة للأمير السعودي هو مشروع جديد يتم فيه إسكات الأصوات المعارضة، ويوضع فيه الناشطون وراء القضبان، ويضطر النقاد إلى الخضوع.

الرشيد أشارت الى الإجراءات الأخيرة التي اتخذها النظام السعودي كالسماح للمرأة بالقيادة، لافتة الى إنه إذا شككت النساء في السياسة الاقتصادية للنظام أو الأجندة الاجتماعية، سيكون مصيرها السجن.

وتسخر الرشيد من حرية ابن سلمان التي تقوم فقط على تمكين النساء من الرقص في الشوارع والاختلاط بالرجال علنا، حيث يعتقد ولي العهد أن هذا الإصلاح ضروري للنهضة الاقتصادية القائمة على التكنولوجيا، فيما يبدو كمدينة “ديزني لاند”.

المقال أشار الى الروبوت صوفيا، التي أصبحت مواطنا سعوديا، وليست ملزمة بارتداء الحجاب مثل الدمى البلاستيكية في محلات الأزياء كما كان في العهد السابق.

وفي المستقبل، توقع المقال أن ينظر النظام في تحويل المواطنين السعوديين إلى روبوتات يؤيدون الحكومة في كل قراراتها عن طيب خاطر وتقدير.

النظام وبحسب الأكاديمية السعودية، أثبت أن آخر شيء يريده هو مجتمع مفتوح، في ظل وجود قيود خطيرة على حقوق الإنسان، وحرية التعبير، وحرية تكوين الجمعيات، وحتى على الحريات الدينية.

محمد بن سلمان يريد مجتمعا مفتوحا من أجل رأس المال الدولي، لإنقاذ المملكة من اعتمادها على النفط الذي يعاني من أسعار متقلبة، كما أنها مفتوحة على الأعمال التجارية الدولية لإنشاء المتاجر وغمر الاسواق بالمنتجات الاستهلاكية، مع بعض الوعود بتدريب النساء على فن الماكياج، وبالتالي خلق فرص عمل جديدة، ولكن المجتمع المفتوح لا يزال بعيدا عن هدف “رؤية 2030”.

فبغض النظر عن الضجيج الإعلامي الذي يرافق كلام الأمير، ستبقى المملكة مجتمعا مغلقا تسيطر فيه الدولة على الدين.