مرت أيام قليلة منذ إعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن مشروع “نيوم” المزعوم، وبعد تفنيد تقارير غربية بنود المشروع، برز سؤال عن ماهية الدور الذي سيلقى على عاتق المواطن السعودي.
تقرير رامي الخليل
“أفلام خيال علمي” هي العبارة التي تقاطعت عندها تقارير غربية فندت إجراءات وقرارات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وآخرها مشروع “نيوم”، أما الخلاصة التي انتهوا إليها فتتمثل بأن أغلب وعود الشاب الطامح بعرش المملكة ليست إلا محاولات لجذب المستثمرين الاجانب إلى المملكة، بينما سيكون المواطن السعودي في موقع المتفرج.
ويرى الزميل في مدرسة “راغا را تنام” للدراسات الدولية في سنغافورة جيمس دورسي، أن المستثمرين الأجانب يثيرهم ما يحدث في السعودية، ولكنهم غير مقتنعين بعد باستثمار أموالهم فيها، خاصة وأن الرياض كانت قد قدمت وعوداً اقتصادية واجتماعية لم تجد سبيلها للتحقق بعد.
الأستاذ المساعد في كلية لندن للاقتصاد ستيفن هيرتوغ يُظهر نظرة أكثر تشاؤماً، وتنقل عنه صحيفة “نيويورك تايمز” قوله إن مشروع “نيوم” لن يساعد في حل المشاكل التي ستواجهها المملكة خلال الأعوام العشرة المقبلة، أما إذا كان للسعوديين تَرَف الانتظار لمدة 20 عاماً من دون فوائد، فإن “نيوم” قد يولد حينها الوظائف للمواطنين.
موقع إذاعة “صوت ألمانيا” أو “دويتشه فيللي” الإلكتروني وضع مدينة “نيوم” في خانة المشاريع التي تتسم بجنون العظمة المتمادي لدى ابن سلمان، فـ”تحويل السعودية إلى بلد عصري يتطلب أكثر من التخطيط لمشاريع خيالية”، وفقاً للموقع.
سلط تقرير الموقع الضوء على مخاطر إجراءات ابن سلمان داخل المجتمع السعودي الذي لا يزال محافظاً جداً، ففي حين يظن ولي العهد أن بإمكانه تغيير مجتمع كامل بمجرد الضغط على زر، فإن واقع تعاطيه مع بشر لا روبوتات كتلك التي يوطنها في “نيوم” من شأنه أن يترك هوة كبيرة بين شرائح المجتمع داخل المملكة.
يؤكد ترسيخ ابن سلمان لفكرة وجود دولتين في دولة واحدة عبر القوانين المتفاوتة بين المملكة وأراضي مشروع “نيوم”، أن المشروع الحلم لا يستهدف إصلاح حياة الإنسان السعودي بشكل جدي، وفي وقت تعاني الرياض من أزمة اقتصادية متصاعدة، يرى التقرير الألماني أن كلام ابن سلمان “لا يدل على السذاجة السياسية فقط، بل أيضاً على مبالغة في تقدير الذات”.