سادت الحياة السياسية في لبنان أجواء توتر شديدة سبقت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري المفاجئة إلى الرياض، وقد كان للوزير السعودي ثامر السبهان حصة الأسد في التهويل على اللبنانيين.
تقرير رامي الخليل
عاش اللبنانيون خلال اليومين الماضيين حالة تشنج سياسي رافقت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى السعودية، ومع تصعيد وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان ضد “حزب الله”، ذهبت التحليلات إلى اعتبار الأمر تمهيداً لتفجير مرحلة الاستقرار النسبي التي رافقت تشكيل الحكومة اللبنانية، مع ما يعنيه الأمر من رسائل سعودية إلى ايران، فحواها أن الرياض لا تزال تمسك بأوراق قوة في بيروت.
حالة التوتر السياسي كانت واضحة في افتتاحيات الصحف اللبنانية، وفي ما يشبه لعبة تبادل الأدوار، تناقلت الصحف عن مصادر متعددة في “تيار المستقبل”، الذي يرأسه الحريري، معلومات متضاربة عن مضمون ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعات سعد الحريري بولي العهد السعودي محمد بن سلمان والسبهان، إلاّ أنّ المتطابق منها، أكدت أن الاستقرار هو الأولوية بخلاف أجواء السبهان، وأن موقف محمد بن سلمان هو نفسه الموقف الذي عبر عنه الحريري عقب اللقاء بأنّ ولي العهد، على وفاق كامل حول استقرار لبنان وعروبته، إذ أوضحت مصادر أخرى لصيقة بالحريري أنّ الأخير متمسك بالإستقرار الداخلي وحرصه على التسوية القائمة مع “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”.
تقاطعت تغريدة الحريري على “تويتر” مع كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن أن أجواء السعودية ليست كأجواء التشنج التي سادت لبنان خلال اليومين الماضيين، وهو أعلن أمام زواره في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، تلقيه اتصالاً من الحريري أكد فيه أن “زيارة السعودية جيّدة وهناك اتفاق على الاستقرار”، ونقل بري عن الحريري تأكيده أن “مَن يُعبِّر عن موقف المملكة هو وليّ العهد محمد بن سلمان”، ولا أحد سواه.
في المقابل، جزم بعض إعلاميي وقياديي “تيار المستقبل” بوجود قرار سعودي واضح بفتح المواجهة مع “حزب الله” حتى النهاية، من بينهم مصطفى علّوش، معتبراً أنّ الكلام السعودي اتجاه “حزب الله” سيكون له أذى كبيراً على اللبنانيين، وبينما أكد أن الأيام المقبلة ستكون صعبة بفعل ما اعتبره ارتباط الحزب بإيران نظراً للمواجهة المحتدمة بين طهران والرياض، بل ذهب علوش إلى التلميح بإمكانية لجوء الرياض إلى الخيار العسكري ضد لبنان.