حسن عواد – نبأ
مع انقشاع سحابة الإرهاب وانحسار رقعة ظلّها عن سوريا والعراق ولبنان، بدت علامات القلق على ملامح السياسية الأميركية والسعودية والإسرائيلية أكثر وضوحاً. هو وجهٌ جديدٌ يعكس خيبة مشروع السنوات السبع من عمر الأزمة السورية.
متغيران يتقدمان في الساحة الدولية على هزيمة الإرهاب: الأول، تصعيد ثلاثيُّ سعودي – أميركي – إسرائيلي بالخطاب ضد “حزب الله” ومحور المقاومة، والثاني، ركوبٌ “رباعيٌّ” (الإمارات والبحرين والأردن ومصر) في القاطرة السعودية على سكة التطبيع مع إسرائيل.
وفي مقابل الصراخ السعودي – الأميركي والتهويل الإسرائيلي، يقابل “حزب الله” في لبنان الحملة ضد محور المقاومة بهدوء من يتوقى العاصفة. يوضح نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في حديث لـ”نبأ”، أنه “اليوم، وبعد الهزائم المتتالية التي أصابت إمارات التكفير، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق، فإن الشعوب العربية والإسلامية أمام مشهد جديد، وهو أن التكفيريين، لم يعد لهم كيان متكامل يستطيعون أن يطلوا من خلاله على الآخرين”، مشيراً إلى أنّ دول الخليج الراعية للإرهاب “انكشفوا وانفضحوا بأفكارهم وأدائهم الإجرامي الذي طال كل العالم”.
ومن هذا المنطلق، اعتبر الشيخ قاسم أن “المؤتمرات التي ينظمها اتحاد علماء المقاومة تساهم بشكل جدي، بتوعية المجتمعات على خطورة الفكر التكفيري، ولإبقاء البوصلة موجهة باتجاه فلسطين”، مؤكداً أنّ “المؤتمرات العلمائية يمكن لها أن توضح للناس حقيقة المنهج التكفيري الذي يشكل خطورة على الإسلام”.
وعن مؤتمر الوعد الحق الذي قام في بيروت، وحمل عنوان “فلسطين بين الوعد الإلهي ووعد بلفور”، لفت قاسم النظر إلى أن هدف المؤتمر “توجيه البوصلة نحو فلسطين”، خاصة وأن المشاركين فيه علماء من السنة والشيعة، ومن مختلف أنحاء العالم. يوضح نائب الأمين العام لـ”حزب الله” أن “التكفيريين هم تلك الأيادي الإسرائيلية التي أرادت تفتيت وتقسيم المنطقة” يقول، مؤكداً أنّ الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية يحتّم التصدي لتلك “الأيادي الإسرائيلية”.
يختم الشيخ قاسم بالقول إنّ الاتجاه السعودي للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي “هو لتسهيل بقاء اسرائيل”، ويحمل في طياته “خطورة تكمن في ترسيخ القناعة لدى العدو، بأن له حق في أن يكون موجوداً”، إلاّ أنّه شدد على أنّ “الخطر الوهابي ليس هو الأساس ما دامت المقاومة قائمة ومستمرة بل هو الخطر الإسرائيلي”.
وفي السياق نفسه، قال النائب عن كتلة “الوفاء والمقاومة” النيابية اللبنانية وليد سكرية إن السعودية “ليست من يقرر الوضع الاستراتيجي العام في لبنان وأنها لا تستطيع تهديد الاستقرار والأمن”، مشيراً إلى أنّ “وزراء “حزب الله” لن يستقيلوا من الحكومة اللبنانية، لأن الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان أولوية لدى الحزب”.
وأضاف سكرية، في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، الخميس 2 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، أنّ السعودية “لا تستطيع القول إنها تريد الحرب على “حزب الله” حتى ولو استدعى ذلك إسقاط الحكومة وتفكيك الدولة اللبنانية، لأن أي إسقاط للحكومة أو استقالة رئيس الحكومة ستدخل البلد في حالة شلل سياسي”، موضحاً أنّ السعودية “تعمل الآن على تعبئة حلفائها في الشارع لشد عصبهم وجمعهم للانتخابات النيابية، لضمان حصول حلفائها على الأكثرية النيابية”.