أخبار عاجلة
آليات للجيش العراقي قرب معبر القائم الحدودي مع سوريا

“داعش” ينتهي في سوريا والعراق.. وواشنطن حائرة

تقرير عباس الزين

وصول الجيش العراقي لمعبر القائم، وتحرير الجيش السوري لمدينة دير الزور، تطوران يؤشران إلى قرب نهاية تنظيم “داعش”، ويكشفان بالدلائل والمعطيات الميدانية حقيقة الدعم الأميركي للإرهاب.

وصلت القوات العراقية بالتعاون مع “الحشد الشعبي” وحررت قضاء القائم ومعبره مع سوريا. وبالتوازي، حررت قوات الجيش السوري وحلفائها في محور المقاومة مدينة دير الزور بشكلٍ كامل، متابعةً سيرها في اتجاه البوكمال ومعبره مع العراق.

توحي التطورات الاخيرة بسقوط ما سمي بـ”دولة الخلافة” ومن خلفها المشاريع التقسيمية التي رعتها دولٌ إقليمية وغربية. وقد بات وجود تنظيم “داعش” محصوراً في مساحاتٍ قليلة، بانتظار ما سيظهره قادم الايام.

في المشهد ذاته، تُحاصَر القواعد العسكرية الأميركية على الحدود العراقية السورية. باتت تلك القواعد التي سعت إلى فصلِ محور المقاومة عن بعضه البعض، وتقطيع أوصاله، اليوم محاصرةً من المحورِ ذاته، لتسقط الأهمية الاستراتيجية التي بنت عليها واشنطن أوهامها في منطقة التنفِ، بعد تحرير معبر الوليد من قبل القوات العراقية، في يونيو / حزيران 2017، وتحرير القائم مؤخراً.

تتواصل عملية “والفجر ثلاثة” التي بدأتها قوات الجيش السوري والحلفاء في اتجاه البوكمال، مؤكدةً تحويل “داعش” إلى “شرذمة”، وفق ما جاء في بيانها، إذ تحاصره من جبهتين، واحدة مع مجرى نهر الفرات من دير الزور، والثانية من محطة “تي تو” في البادية، في وقتٍ تبدو فيه واشنطن عاجزة لوجستياً وعسكرياً عن دعمِ أي تقدم لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، وسط معلوماتٍ تؤكد أن الأخيرة أمنت ممرات لبعض قادة “داعش” من البوكمال قبل أن يصار إلى تحريرها.

تجري معركة الشرق السوري والغرب العراقي بين معسكرين. الأول، أظهرت بعض معالمه وزارة الدفاع الروسية بنشرها منذ أسابيع صوراً جوية لمناطق انتشار إرهابيي “داعش” إلى الشمال من مدينة دير الزور، تُظهِر بوضوح وجود معدات القوات الخاصة الأميركية في مناطق انتشار مسلحي التنظيم، في وقتٍ سجلت فيه عملية نقل مسلحي “قسد” المدعومين أميركياً من محافظة الرقة إلى المناطق الشمالية من دير الزور، حيث ينضمون إلى تنظيم “داعش”، لتصبح تلك المناطق تحت السيطرة الكردية من دونِ أي قتال، فقط تبديل الراية. أمّا المعسكر الثاني، فإنه يَظْهر جلياً في الترابط الميداني واللوجستي والسياسي بين القوات العراقية والسورية، الذي أثبتته جبهتا دير الزور والأنبار.

ما بين هذا وذاك، تطفو الإنجازات الميدانية للجيشين العراقي والسوري وحلفائهما فوق سيلٍ من هزائم الإرهاب الذي بدأت ستارته تسدل، كاشفةً عن مخرجٍ أميركي يغيّر الممثلين بانتفاء الحاجة.