تقرير بتول عبدون
لا تزال تسريبات السفير الإماراتي يوسف العتيبة في واشنطن تكشف المزيد من دور أبو ظبي التخريبي في المنطقة. فقد كشف موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني عن سعي إماراتي إلى “تذليل كل عقبة” أمام التطبيع مع إسرائيل.
يجهد قادة معظم الأنظمة العربية للتطبيع مع إسرائيل، وحيث أن دعوات شخصيات سعودية مسؤولة وترحبيها بالتطبيع لم تعد خافية، تظهر تسريبات هرع الإمارات إلى تحييد أي عثرة من شأنها أن تؤخر قطار التطبيع الذي انطلق بشكل متسارع.
وكشف موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني عن مزيد من المراسلات بين العتيبة ومندوب واشنطن السابق للشرق الأوسط دينيس روس، وأظهرت التسريبات وجود رغبة كبيرة لدى الإمارات لتطبيع سريع للعلاقات مع إسرائيل، فضلاً عن إقامة علاقات وثيقة مع مؤسسات الضغط التي تعمل لصالح تل أبيب في واشنطن.
وأشار الموقع، في تقرير، إلى ارتباط الامارات بمراكز البحث والتفكير المناصرة لإسرائيل في واشنطن، مثل “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المعروفة” باسم “إف دي دي”، وكشفت الوثائق المسربة أن العتيبة بحث مع روس سبل مواجهة حركة مقاطعة إسرائيل والمعروفة باسم “بي دي إس”، وقد وصفت الحركة بأنها “وسيلة لا استغناء عنها في النضال ضد الظلم الإسرائيلي”.
تؤكد هذه التسريبات التنامي الملحوظ في العلاقات السرية بين أبو ظبي وتل أبيب خلال السنوات الأخيرة. ففي أغسطس / آب 2017، كشف المعارض الإماراتي وأستاذ العلاقات الدولية والإعلام الدكتور سالم المنهالي أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سراً في مدينة نيويورك خلال عام 2016.
وقبل أسابيع، كشفت تسريبات جديدة لمراسلات بين السفير الإماراتي في واشنطن والجنرال الإسرائيلي عوزي روبين، عراب النظام الصاروخي الدفاعي الإسرائيلي “القبة الحديدية”، عن مساع إماراتية للاستفادة من هذا النظام. وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قد كتبت عن مشاركة قوات إماراتية في مناورات مشتركة مع القوات الإسرائيلية.
وفي السياق نفسه، نشر موقع “ويكيليكس” وثائق عدة تكشف العلاقات القوية بين الإمارات وإسرائيل، وكان أبرزها وثيقة مؤرخة في 24 يناير / كانون الثاني 2007، ويظهر من خلالها أن وفوداً إسرائيلية وأميركية يهودية تتدفق على الإمارات سراً.
ونقلت هذه الوثيقة تصريحا لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد أكد فيه أن الإمارات “لا تعتبر إسرائيل عدواً”، وأن اليهود “مرحب بهم في الإمارات”.