أجمعت الصحافة الغربية، على أن حملة الاعتقالات التي يشنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على رجال المال والاعمال تهدف لبسط سيطرته على السلطة، والتخلص من العوائق التي تقف أمامه.
تقرير: سناء ابراهيم
في وقت يستكمل ولي العهد السعودي هجمته على الأمراء ورجال الأعمال منفذا سلسلة اعتقالات داخل أسوار المملكة، وشكلت صدمة مدوّية في أرجأ الحكم وداخل المملكة وخارجها، راحت الصحف الغربية تبحث في ما ورائيات التطهير الذي يعمد اليه بن سلمان بزعم الحرب على الفساد من أجل تصفية منافسيه والإطاحة بآخر ما تبقى من إرث الملك السابق عبدالله بن عبد العزيز.
الصحافة الغربية، تصف خبر إيقاف لجنة مكافحة الفساد 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين، بــ”التطهير الذي لم يسبق له مثيل”، وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإن حملة الاعتقالات الواسعة هي الخطوة الأخيرة لتعزيز سلطة ولي العهد محمد بن سلمان، الأبن المفضل والمستشار الأول للملك سلمان، وتشير الى أن “الملك قرر تشكيل لجنة جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد، قبل ساعات فقط من أمر اللجنة بحملة الاعتقالات”.
صحيفة “لوموند” الفرنسية، نقلت عن عضو “معهد بيكر” للسياسة العامة في جامعة رايس، كريستيان أولريكسن، قوله أنه “يبدو أن نطاق ومدى هذه الاعتقالات لم يسبق له مثيل في تاريخ المملكة الحديث”، ويعتبر أن اعتقال الأمير الوليد بن طلال، من شأنه أن يسبب موجة من الصدمات على المستوى الداخلي وكذلك في عالم المال على المستوى الدولي، وهو ما قد ظهر في تراجع أسهم الشركة القابضة السعودية فور نبأ الاعتقال 9.9 في المئة.
صحيفة (20 دقيقة)، تعتبر أن حجم “هذا التطهير” الذي لم يسبق له مثيل سيمكن ولي العهد الشاب من تعزيز قبضته على السلطة، خاصة في ظل مساعيه لجذب الرأي العام العالمي ضمن إصلاحاته.
وتشكل الاعتقالات هزّة مجتمع الأعمال العالمي، تحديدا الوليد ين طلال الذي يعتبر أحد أغنى الرجال في العالم، الذين يمتلكون حصصاً كبيرة في كل شيء، من “سيتي بنك” إلى “تويتر”، إلى الشركة الأم لشركة “فوكس نيوز”، وسبق أن عمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الماضي، ولكن خلال حملة ترامب الرئاسية تحوَّل إلى ناقد لاذع له على “تويتر”.
التحرك السعودي ضد الوليد والمسؤولين الآخرين جاء نتيجة تحقيق سرّي أجرته لجنة عُليا لمكافحة الفساد، على حد تعبير الإعلام السعودي، غير أن ما يحدث تتم قراءته في جميع أنحاء العالم باعتباره انتزاعاً للسلطة من قبل ولي العهد في المملكة، وفق تقرير لموقع “إنترسبت” الأميركي.