بارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملة التصفية الذي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحق منافسيه، وهو ما طرح تساؤلات حول ماهية التدخل الأميركي في حملة الاعتقالات الأخيرة، خاصة بعد زيارة صهر ترامب الى الرياض قبل نحو أسبوعين.
تقرير: سناء إبراهيم
في وقت لا يزال التوتر العنصر المسيطر على السعودية إثر حملة الاعتقالات التي يشنها محمد بن سلمان ضد خصومه بدعوى محاربة الفساد، غرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موقع “تويتر” مباركا حملة التطهير في أرجاء المملكة، معلناً أن “لديه ثقة كبيرة بالملك سلمان وولي عهده، فهما يعلمان جيداً ما يفعلانه”، ما يفتح الباب واسعا أمام الأسئلة حول الدور الأميركي ومباركة ترامب لإنقلاب محمد بن سلمان على الأمراء.
عقب الحملة التي بدأت اتصل الملك سلمان بالرئيس الأميركي واضعا إياه بالأجواء الحاصلة على أراضي بلاده. في موازاة ذلك ربطت صحيفة “واشنطن بوست” بين ما جرى بالزيارة السرية التي قام بها مستشار ترامب وصهره، جارد كوشنير للرياض، قبل نحو عشرة أيام.
ورأت الصحيفة أن ابن سلمان وكوشنير “كانا يضعان الخطط والسيناريوات خلال تلك الاجتماعات التي كانت تستمر إلى ساعات الصباح الأولى”، ما يشير الى أن الزيارة كانت “لوضع اللمسات الأخيرة على العملية” بحق الأمراء.
وحول اختيار ترامب الانحياز الى محمد بن سلمان، يرى مراقبون أن الرئيس الأميركي يفضّل التعاطي مع القيادات الخارجية “الفردية والقوية” التي تتجسّد فيها مركزية السلطة والقرار، وهذا ما يجري الآن في السعودية التي تتحوّل من “ملكية بالتراضي إلى ملكية مطلقة”، غير أن المحرّك الرئيسي لوقوف البيت الأبيض، وبقوّة، إلى جانب الإنقلاب السعودي، يتمثّل في التلاقي إلى حدّ التطابق بين ترامب وولي العهد، في التشدّد إزاء إيران.
متابعون يعتبرون أن حملة محمد بن سلمان تستهدف مراكز القوى الأمنية والمالية والإعلامية مع بعض الرموز الدينية، وهذا يتجاوز الفساد الذي جرى استخدامه للإستهلاك، بعد أن طالت الحملة رؤوساً كبيرة كانت بمثابة أرقام وازنة في المعادلة الداخلية، خاصة الأمير متعب بن عبدالله والأمير الوليد بن طلال، والأخير يشير مراقبون الى أن اعتقاله يعتبر تسديد فاتورة قديمة لترامب بعد انتقاده أثناء الحملة الإنتخابية الرئاسية في أميركا.
ويخلص مراقبون الى أن وحدة العائلة في المملكة صارت من الماضي، ومعها إنتهى زمن الانتقال السلس للحكم في السعودية، وفي حال نجحت التصفية، تصبح السعودية كياناً سلطوياً جديداً يطمح، وبدعم من إدارة ترامب، إلى فرض الاستئثار بالقيادة في الداخل كما في الإقليم، وفق مراقبين.