من مصادر “تيار المستقبل” إلى “التيار الوطني الحر” إلى جنبلاط، تبدو الأجواء في لبنان ضبابية مع استقالة الرئيس سعد الحريري، تاركة المشهد السياسي في مهب الريح.
تقرير ابراهيم العربي
تُلقي استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرياض بظلالها على المشهد السياسي في لبنان. تهدف الاستقالة إلى إنهاء مرحلة من الهدوء شهدتها البلاد منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية قبل عام، وتجديد التسوية السياسية أخيراً في ما يُعرف بـ”لقاء كليمنصو”، الذي جمع الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط.
وفي خضم حملة الشائعات الكبيرة حول ما حصل في الرياض وما سيحصل في لبنان، تبدو أطراف التسوية لا سيما “تيار المستقبل” متعجبة، بحسب المصادر التي تحدثت للصحف اللبنانية، خصوصاً وأنّ التواصل مع الحريري يقتصر “على السلام والاطمئنان، من دون التطرق إلى أي نقاش سياسي بالمطلق”، بحسب مصادر مستقبلية بارزة تحدثت إلى صحيفة “الأخبار”.
وحول الأهداف من الاستقالة، توضح مصادر رفيعة المستوى في “تيار المستقبل” أن الاستقالة “دفنت التسوية مع ميشال عون”، مشيرة إلى أنّ الاستقالة “فتحت باباً أمام كل الاحتمالات. الأقل سوءاً فيها، إعادة إحياء فكرة 8 و14 آذار”.
تلخص مصادر أخرى الوضع السياسي في لبنان بأن “الحريري التسووي الذي يملك هامش تحرّك واسعاً، بعيداً عن سياسة الرياض الصدامية قد انتهى بهذه الاستقالة”. من جهتها، تستبعد مصادر “التيار الوطني الحر” أن تكون هذه الاستقالة موجهة ضد عون بهدف شلّ العهد، لكنها تؤكد أنّ الثابت هو أن “طريقة الاستقالة تناقض كل الأعراف”، متسائلةً بالقول “أنعتبر رئيس الحكومة مستقيلاً بقرار حرّ، أم هو مخطوف وقراره مصادر؟”.
تلخص مصادر القصر الجمهوري سياسة عون بـ4 خطوط في هذه الأزمة، وهي: التريث في إعلان موقف، وتأكيد الوحدة والاستقرار، ومتابعة كل شؤون الدولة، وإجراء اتصالات ديبلوماسية وخارجية للبحث في المستجدات.
النائب وليد جنبلاط الذي صُدم بخبر الاستقالة، متريّث، لم يتضامن مع الحريري، ولا مع مضمون بيانه، مكتفياً بالقول إنّ “لبنان لا يتحمّل المزيد من التأزّم”، فاتحاً الباب بذلك لبحث عنوان كيفية إغلاق الأبواب أمام رياح الأزمات.
وحول زيارته المحتملة إلى السعودية التي سبق وربطها بزيارة الحريري أوّلاً، استبعد أكثر من مصدر أنّ تتم في ظلّ المستجدات الأخيرة.