اتهم تحالف العدوان السعودي إيران بـ”شن عدوان مباشر ضد السعودية” عبر إطلاق صاروخ من اليمن على السعودية، فيما وصفت إيران هذه الإتهامات بأنها “غير مسؤولة واستفزازية”.
ابراهيم العربي
في ظل الإصرار السعودي على تردي العلاقة مع إيران، تدفع التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة، الرياض، إلى التصعيد ضد الجمهورية الإسلامية، في محاولة لكسب جولة ما في الساحة الدولية.
إطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية في اتجاه أراضي المملكة، الذي جاء رداً على المجازر بحق اليمنيين، ليس بالأمر الجديد، إلا أنّه مثّل تطور غير مسبوقاً في العلاقة بين البلدين، إذ لم يكن رد الفعل الرسمي عليه كسابقاته، حيث سارعت السعودية إلى تأكيد الخبر، وفتح القناة الرسمية الهواء طوال مساء السبت – الأحد 4 و 5 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، لتغطية الخبر.
اتهم تحالف العدوان بقيادة السعودية إيران بالوقوف وراء استهداف الرياض، بزعم تزويد اليمنيين بهذه الصواريخ التي أنتجتها وهربتها إلى اليمن، ووصف التحالف السعودي ذلك بأنه “عدواناً عسكرياً مباشراً”، وقام بإغلاق المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية كافة، مؤكداً أن السعودية “تحتفظ بحق الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين الذي يكفله القانون الدولي”، بحسب البيان.
جوبهت تلك الاتهامات برفض إيراني، إذ وصفت طهران إتهامات الرياض ضدها بأنها “غير مسؤولة واستفزازية”. واعتبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن “السعودية تحمل إيران المسؤولية عن عواقب حروبها العدائية”، فيما دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي السعودية إلى “وقف حربها على اليمن”.
يأتي هذا التصعيد العسكري والسياسي في اليمن بالتزامن مع إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته في الرياض، بعد يوم من لقاء جمعه بمستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، حيث ناقشا، بحسب مصدر مقرّب من الأخير، موضوع اليمن، مشيراً إلى أنّ الحريري “فشل بإقناع إيران بالتخلّي عن موقفها بدعم اليمن”.
وفي سياق متصل، رأى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن استقالة الحريري “تمثل جزءاً من المخطط المرسوم ضد الشعوب الحرة التي حددت طريقها”.
تحاول الرياض استثمار الخسارة العسكرية بانتصار سياسي، في إطار التوجه الواضح للسعودية في الآونة الأخيرة، بربط العدوان ضد اليمن باستراتيجية ترامب ضد إيران و”حزب الله”، منذ تذرع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في حوارين منفصلين مع وكالتي “رويترز” و”بلومبرغ” قبل 10 أيام، بأن هدف الحرب “منع وجود “حزب الله” آخر” على حدوده مع اليمن.