الولايات المتحدة / نبأ – اعتبر الخبير الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، مارك لانش، أن تزامن حملة اعتقالات الأمراء والوزراء ورجال الأعمال السعوديين مع إعلان استقالة رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، من الرياض، وتصعيد الحرب في اليمن بعد سقوط صاروخ بالستي على العاصمة الرياض، هي “مؤشرات على أن السعودية مقبلة على مواجهة شاملة مع إيران، تشمل حملة عسكرية ضد “حزب الله”.
وقال لانش، في مقال في صحيفة “واشنطن بوست” نشره موقع “العربي الجديد” الإلكتروني، إن “حملة الاعتقالات الغامضة الأسباب التي شهدتها المملكة، نهاية الأسبوع الماضي، يجب قراءتها في سياق الاخفاقات السعودية الإقليمية، وارتباط خطوات ولي العهد محمد بن سلمان الداخلية بحالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
وأضاف لانش، وهو مدير قسم سياسات الشرق الأوسط في جامعة جورج تاون الأميركية، أن “استراتيجية ابن سلمان تقوم على كسر الآليات التقليدية للحكم داخل العائلة السعودية، وأنه أراد من حملة الاعتقالات مباغتة خصومه والقضاء سريعاً على المنافسين المحتملين له في المستقبل، وإحداث صدمة في مؤسسة الحكم السعودية التقليدية التي لم تعتد هذا النوع من السياسات المتهورة”.
وحذر من “النتائج الكارثية لاستراتيجية ابن سلمان الانقلابية في العلاقات الخارجية”، مشيراً إلى المثاليين القطري واليمني “اللذين يعبران بوضوح عن الفشل الذريع لسياسات بن سلمان الإقليمية التي لم تبلغ أهدافها”.
وأضاف لانش أن “التدخل العسكري السعودي في اليمن تحول إلى كارثة. وبمعزل عن مناقشة مبررات هذا التدخل، فإن الواضح أنه فشل”، موضحاً أن “التحالف السعودي الإماراتي يواصل حملات القصف وتضييق الحصار على اليمن بدون أي أفق سياسي أو أمل نظري بتحقيق أي نصر في هذه المعركة”.
ويتابع بالقول إن “نتائج الحملة ضد قطر كانت أيضاً كارثية، لأنها عمليا قضت على مجلس التعاون الخليجي بسبب أوهام القيادة السعودية الإماراتية، التي توقعت استسلام قطر بسرعة، لكن الحملة تحولت إلى مأزق فتت مجلس التعاون، وزادت أجواء التشنج والتوتر الإقليمي”.
ويؤكد الخبير الأميركي أن “هذا المستنقع كشف الضعف السعودي، وعدم قدرة المملكة على لعب دور المهيمن في المنطقة. ورغم تحالفها مع الإمارات، لم تنجح السعودية إلا بجر البحرين ومصر للانضمام إلى حملتها ضد قطر، بينما اختارت بقية دول المنطقة عدم الانخراط في النزاع”.
ويرى لانش أن “التجارب السعودية في حرب اليمن والحملة ضد قطر تثيران المخاوف من أن تكون خطوة استقالة الحريري من الرياض بخطاب ناري ضد إيران هدفه خلق أزمة سياسية تنتهي بحملة عسكرية ضد “حزب الله”، معتبراً أن “ذلك يتفق مع السياسة المتسارعة التي تسعى إلى تحقيق انتصارات شعبية سريعة، لكن مصيرها سيكون مصير السياسات السابقة، أي مستنقعاً من الدماء وعدم الاستقرار”.