أثارت زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى السعودية، بدعوة من الملك سلمان، الكثير من التساؤلات حول الهدف من الزيارة المفاجئة، في الوقت الذي تشهد فيه السعودية الكثير من الأحداث الساخنة.
تقرير ابراهيم العربي
في الوقت الذي تنشغل فيه السعودية بالتطورات الداخلية والخارجية، تأتي زيارة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، المفاجئة، لتضفي المزيد من التساؤلات حول الخطط التي ترسمها المملكة وتحركاتها السياسية خلال الفترة المقبلة.
أتت الزيارة الفلسطينية في الوقت الذي تقود فيه السعودية حملة تطبيع سياسية واقتصادية وعسكرية غير مسبوقة مع الاحتلال الاسرائيلي، حيث تعتبر الرياض في الوقت الحالي أحد أهم الأذرع لتحقيق أهداف ومصالح الطرفين الأميركي والإسرائيلي في المنطقة.
في ظل التقارب بين إيران و”حماس” الذي بات يثير قلق وخشية الاحتلال الإسرائيلي، تريد المملكة ضم السلطة الفلسطينية إلى الجبهة التي بدأت في تشكيلها منذ أشهر للتصدي لإيران و”حزب الله”، واستخدام ورقة المصالحة الفلسطينية في مواجهة إيران.
ومنذ زيارة نائب رئيس حركة “حماس”، صالح العاروري، إلى طهران في أكتوبر / تشرين الأول 2017، وما تلاها من لقاء مع الأمين العام لـ”حزب الله”، السيد حسن نصر الله، ثم إرسال الحركة وفداً رسمياً رفيع المستوى إلى طهران لتقديم التعازي إلى قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في وفاة والده، تشعر السعودية ومن ورائها إسرائيل بدخول العلاقات بين إيران و”حماس” نفق غامض بالنسبة إليهما.
في الوقت نفسه، فإن زيارة عباس إلى المملكة والتقارب الإيراني الحمساوي يتزامنان مع تصريحات سابقة لعباس لوح خلالها بتناسق المواقف مع السعودية، حيث قال إنه “لن يسمح بإقامة كيان “حزب الله” آخر في قطاع غزة”.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أنه تم استدعاء عباس على عجل إلى الرياض للتباحث معه حول سبل تطبيق التصور المشترك بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وغاريد كوشنر، كبير مستشاري ترامب وصهره، خلال زيارة الأخير السرية للرياض قبل أسبوعين، حيث توافقا على اتخاذ إجراءات لتقليص النفوذ الإيراني في الساحة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأميركيين والسعوديين يقترحون احتواء التدخل الإيراني في الشأن الفلسطيني من خلال التوافق على إعادة إعمار قطاع غزة، وتقديم رزمة مساعدات إلى السلطة الفلسطينية تساعدها على استثمار اتفاق المصالحة الأخير مع “حماس”.