تشحذ السعودية، ضمن الاستراتيجية الأميركية الجديدة، لتحالفٍ دولي بات يستهدف دولاً لا جماعات أو حركات مقاومة، من لبنان إلى اليمن مروراً بإيران.
تقرير عباس الزين
صعدت الرياض من لهجتها اتجاه طهران، متذرعةً بالصاروخ الباليستي اليمني، الذي استهدف مطار الملك خالد الدولي، وادعت أن الجمهورية الإسلامية قامت بـ”عدوان عسكري مباشر” ضدها، كما صرّح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
هدد وزير الخارجية، عادل الجبير، بدوره، بـ”الرد في المَكان والزّمان المُناسبين”. رافقت التصريحات السعودية ضد إيران تصريحاتٌ أميركية على النغمة ذاتها، إذ أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أدريان رانكين غالاوي، أن بلاده ستواصل علاقاتها الدفاعية القوية مع السعودية، لإنهاء ما وصفه، بـ”نفوذ إيران المزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
تسير الرياض ضمن الاستراتيجية الأميركية التي وضعها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤخراً، لعزل إيران ومحاربة دورها في المنطقة، رابطةً بذلك جميع الجبهات السياسية والعسكرية، من صنعاء إلى بيروت ببعضها البعض واعتبارها تهديداً لأمنها، مع ادعائها أن “حزب الله” يهرّب الأسلحة إلى اليمن مروراً بسوريا وإيران، كرد أميركي – سعودي على ما أعلنه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في خطاب سابق في يونيو / حزيران 2017، أن أي حربٍ مستقبلية تشنها إسرائيل ضد سوريا أو لبنان “يمكن أن تجذب آلاف المقاتلين من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي”.
تحوّل الرياض في الإطار الذي ترسمه لبنان إلى ساحة إقليمية، بعد فشل رهانها في تقويض دور المقاومة من داخل لبنان، وهو ما سبق وقرأه السيد نصرالله في خطابه ما قبل الأخير في أكتوبر / تشرين الأول 2017، بأن التحالفات المحلية لمواجهة “حزب الله” غير مجدية، ما يترجم حديث الملك سلمان لرئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، الذي خلُصَ إلى أنّ السعودية تتعرض لحرب قبل لبنان بسبب حزب الله.
تتماهى السعودية في خطابها الجديد ضد لبنان وإيران وربط الجبهات السياسية والعسكرية بالخطاب الإسرائيلي بشكل كامل، وهي تسعى وفقً لمراقبين، إلى فتحِ الباب أمام مشاركتها كحليفٍ في أي حربٍ إسرائيلية ممكنة ضد لبنان.