رأت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية أن الفساد الذي يسجن من أجله، منذ السبت 4 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، عشرات الأمراء والوزراء ورجال الأعمال السعوديين، يكمن في الأساس في كل تفاصيل الحياة للعائلة الحاكمة في السعودية، حيث أنه سياسة متأصلة وراثياً.
تقرير: سناء ابراهيم
على وقع التطورات التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بزعم محاربة الفساد، تتكشف خيوط الفساد المتوارث والمتأصل في جذور عائلة آل سعود، إذ أن الملك عبدالله كان مدركا قبل عقد من الزمان لطبيعة الحياة الذهبية التي يعيشها الأمراء والأميرات من آل سعود، الذين تصل أعدادهم إلى الآلاف، وبأن ذلك خرج عن السيطرة.
سلّطت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الضوء، في تقرير، على تغلغل الفساد في العائلة الحاكمة، لافتة النظر إلى أن برقيات أميركية دبلوماسية مسربة ذكرت أن الملك عبد الله قال لإخوته إنه لا يريد أن يأتي يوم القيامة “يحمل وزر الفساد” على كاهليه، في اعتراف مؤكد على انتشار وباء الفساد ضمن العائلة.
تضيء الصحيفة، في تقريرها، على حملة الاعقتالات التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على رجال الأعمال والمسؤولين، واصفة إياه بـ”المتهور في حربه على الفساد”، حيث أن “هناك قصصاً كثيرة حول مشاريع بنى تحتية طموحة تبخرت لكن تكلفتها كانت عظيمة، وزادتها الرشاوى للمسؤولين وتأخر إنجازها، أ لم يتم إنجاز أي جزء يذكر منها بسبب المخالفات الكبيرة”.
وبحسب الصحيفة، فإن “الحياة المترفة التي يعيشها أفراد العائلة المالكة السعودية أصبحت حديث الناس في أنحاء العالم كله، من اليخوت والطائرات الخاصة إلى البضائع المصممة والشركات الكبيرة التي تشترى وكأنها لعب أطفال، إلى الشقق الفاخرة في لندن وباريس، واستئجار أجنحة كاملة في فنادق حصرية”.
ليست حملة محاربة الفساد سوى محاولة لتكريس محمد بن سلمان للسلطة في يده، وينتاب القلق الكثير من المراقبين السعوديين المخضرمين وعدداً من المستثمرين، الذين يعتبرون أن الحملة تهدف إلى تهميش المنافسين المحتملين لابن سلمان من خلال سجن معارضيه بتهم الفساد.
ولفتت الصحيفة النظر الى أن ابن سلمان نفسه منغمس في الفساد، فهو يرأس “صندوق الاستثمار العام” الذي يفتقد إلى الشفافية، وتقدر قيمته بـ200 مليار دولار.