بثت الحملة الأمنية في السعودية ضد الأمراء ورجال الأعمال الخوف في نفوس القادمين الى المملكة، وفي هذا السياق، كشفت صحفية “تيلغراف” البريطانية، أن كبار لاعبي الشطرنج العالميين يرفضون المشاركة في بطولة العالم للشطرنج المقرر إقامتها في المملكة بسبب سجلها الحقوقي المروع.
أرخت أزمة احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من قبل السلطات السعودية، بظلالها ليس فقط على المنطقة بل على الألعاب الدولية أيضاً، خاصة المقرر انعقادها على أراضي المملكة.
وولّد احتجاز السلطات للحريري الخوف والرعب لدى لاعبين كبار كانوا على لائحة المشاركين في بطولة العالم للشطرنج، بسبب تدهور حالة حقوق الإنسان في البلاد.
عدد من كبار لاعبي الشطرنج قرروا مقاطعة البطولة المقرر إقامتها بالسعودية، وذلك على خلفية مخاوف أمنية، بحسب صحيفة “تليغراف” البريطانية، التي نقلت عن اللاعبين قولهم إن إقامة البطولة في الرياض يعتبر خطوة مروعة بسبب سجل السعودية الحقوقي السيء السمعة.
البطولة التي تبلغ جائزتها مليوني دولار، لن يحضرها كل من بطلة العالم للشطرنج مرتين الأوكرانية، آنا موزيشوك، والأمريكي الحائز درجة الأستاذية في الشطرنج، هيكارو ناكامورا، فيما يتخوّف عدد آخر من اللاعبين القادمين من إيران وقطر من عدم السماح لهم بالمشاركة بسبب المشاكل السياسية بين بلادهم والسعودية.
غير أن الحدث الأبرز الذي قد يمنع الكثيرين من المشاركة يكمن في الحملة الأمنية التي شنتها السلطات السعودية على عشرات المسؤولين من أعلى المراتب في حملة تطهيرٍ مزعومة ضد الفساد، ولم تستثنِ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الاحتجاز، ما قوّض إقناع كبار لاعبي الشطرنج في العالم بضرورة وأهمية المشاركة.
وفيما يصر المنظِّمون على أن استضافة الدورة، المسمَّاة رسمياً باسم بطولة الملك سلمان العالمية للشطرنج السريع والخاطف، ستجري في سياق محاولاتٍ لتحديث السعودية، اعتبرت لاعبة الشطرنج الإسبانية آنا ماتنادزي في تغريدة نشرتها على “تويتر،” “انه اذا استطاع الاتحاد الدولي للشطرنج ضمان أمن وسلامة اللاعبين القادمين من إيران.. وقطر، ولبنان في السعودية، فتلك ستكون خطوةً تجاه بناء الجسور من خلال الشطرنج. أحاول هنا رؤية الجانب المشرق من هذا القرار. أما بالنسبةِ لي؟ فأنا لن ألعب هناك”.
وكانت اللعبة قد واجهت انتقادات وصلت الى حد تحريمها في السعودية، وكان المفتي العام للنظام السعودي أصدر فتوى مفادها أن اللعبة من عمل الشيطان ومحرمة في الإسلام.