دعا وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا مفتيَ السعودية إلى زيارة تل أبيب، بعد فتوى الأخير بحرمة قتال الصهاينة والتعاون معهم من أجل القضاء على “حزب الله”.
تقرير ابراهيم العربي
تصب فتاوى وهابية عدة في ملعب إسرائيل في القضية الفلسطينية وفي جميع مراحل الصراع العربي مع الصهيونية، وخاصة في المراحل الحساسة منها. تُرادف فتاوى مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ بحرمة قتال الإسرائيليين أخيراً، في رفضها، جميع حملات الدفاع عن القضية الأساس، التطبيع السياسي والعسكري السعودي العلني.
أثارت الفتاوى التي لاقت إعجاب وزير الاتصالات الصهيوني أيوب قرا، احتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وجه دعوة عبر “تويتر” إلى مفتي السعودية لزيارة تل أبيب، شاكراً إياه فتواه بحرمة قتال الصهاينة واعتباره لحركة “حماس” بأنها “تنظيم إرهابي يضر الفلسطينيين” ودعوته أيضاً إلى “التعاون مع مع الجيش الإسرائيلي من أجل القضاء على “حزب الله”، ولم ينسَ قرا وعده للمفتي المزعوم بأنه سيلقى “استقبالاً حافلاً ومحترماً في الأراضي المحتلة”.
فتوى الشيخ غير مُستغربة، ففي جميع المراحل الحساسة من الصراع العربي مع الإحتلال، كانت الوهابية تنبري دفاعاً عن الصهيونية عبر الفتاوى المعلبة والجاهزة، كحرمة الدعاء لـ”حزب الله”، لأنه “حزب شيعي رافضي”، بحسب وصفها، ووصف حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” ونضال الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي، بأنه “مغامرة”، إذ حرمت التظاهر لنصرة الشعب الفلسطيني في العواصم والبلدان العربية، ووصف هذه التظاهرات بالعبثية التي لا طائل من ورائها، وعادت كل الدول العربية والأسلامية التي رفعت راية المقاومة بوجه إسرائيل، وشنت عليها حرباً نفسية ودينية واقتصادية وساهمت في مواجهتها عسكرياً بصناعة الإرهاب وتغذية الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق وليبيا واليمن وتونس وافغانستان وباكستان ونيجيريا ومالي وباقي الدول الأخرى.
في كل مرة واجهت إسرائيل الغضب الفلسطيني كانت الصهيونية بانتظار السعودية حاضنة الوهابية، لمساعدتها وإنقاذها. يقول تسفي برئيل، الكاتب في صحيفة “هآرتس” العبرية، إنه “ليس لدى إسرائيل حليف أفضل من السعودية. فهي تحارب “حزب الله”، بل أطاحت برئيس الوزراء اللبناني الذي تعايش لمدة عام في سلام معه. ولا توجد دولة أخرى في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، تعمل بمثل هذا العناد ضد إيران، لا بل خرجت للحرب في اليمن، وليس من أجل اليمنيين”، بل “من أجل الحد” من ما يصفه بـ”النفوذ الإيراني”. وبعد توجيهه التحية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يختم برئيل قائلاً: أًن “السعودية هي حلم الدولة اليهودية”.