اتخذت المانيا مؤخرا عدة مواقف وصفت بالمتقدمة تجاه العدوانية السعودية، وهو ما أثار غضب الرياض التي استعادت سفيرها في برلين احتجاجا بعد انتقاد وزير الخارجية الألماني لسياسات الرياض التي تنشر الأزمات والتوتر في المنطقة.
تقرير: بتول عبدون
أموال السعودية لم تعد تنفع لإسكات الدول عن تجاوزاتها.. ألمانيا تخرج عن الصمت الأوروبي وتعلن مواقف مناهضة للعدوانية السعودية.
وقد بدا هذا واضحا عندما احتجزت السعودية رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، حيث اتخذت برلين مواقف شجاعة للحد من ترامبية السعودية، كما تعبر وسائل الإعلام الألمانية، بمعنى غلبة المزاج والتهديد بالقوة في العلاقات الدولية.
وتبنت الدبلوماسية الألمانية لهجة شديدة ضد الرياض، ووصل الأمر بوزير خارجيتها زيغمار غابرييل الى الدعوة لوقف مغامرات السعودية في الشرق الأوسط من ملفات اليمن وقطر ولبنان.
برلين بحسب مراقبين لن تتراجع عن مواقفها بل هي تطالب شركاءها في الاتحاد الأوروبي بموقف صريح تجاه المشاكل التي تسببها الرياض في الشرق الأوسط، في وقت ترغب السعودية في إقناع الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى لكن برلين تقف بالمرصاد في وجه اصدار أي موقف أوروبي ضد طهران.
الأزمة بين برلين والرياض ليست جديدة، فقد منعت المانيا العام الماضي السعودية من فتح مراكز إسلامية جديدة لها في مدن أوروبية بإعتبار أنها مصدر لنشر التطرف.
وفي المقابل، رخصت ألمانيا لقطر بفتح المركز الثقافي البيت العربي “الديوان” في برلين وجعلت من الدوحة صديقا لها في الخليج، كما دعت السعودية الى رفع الحصار عنها.
ورأى مراقبون أن الرياض تدرك قوة ألمانيا إذا تحركت سياسيا، مما لألمانيا قدرة على وقف صفقات الأسلحة للسعودية إذا تأزمت الأوضاع بينهما، بسبب جرائم التحالف السعودي في حربه على اليمن.