أخبار عاجلة
اجتماع أعضاء "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب"، في الرياض، الأحد 26 نوفمبر / تشرين الثاني 2016

هدف “تحالف” الرياض.. محاربة المقاومة

يكشف إعلان السعودية “التحالف الإسلامي” لمحاربة الإرهاب، بغياب الدول التي تصدرت قائمة المواجهين له، عن نوايا سعودية لتوجيه هذا التحالف بما يتناسب مع مصالحها التي ترتبط بالمصالح الإسرائيلية.

تقرير محمد البدري

بغياب المقاتلين الفعلييّن للإرهاب، وبرعاية دولٍ مروجةٍ له وداعمة، عُقد الإجتماع الأول لما يسمى بـ”التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب”، في الرياض، والذي أعلنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ليس مستغرَباً غياب سوريا والعراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الاجتماع، في الوقت الذي تقود فيه السعودية هذا “التحالف”، وهي التي ما انفكت تعيث خراباً ودماراً في المنطقة بدعمها للمجموعات الإرهابية، في وقتٍ حققت فيه الدول الثلاث الغائبة الانتصار تلو الانتصار على الإرهاب، وتصدرت قائمة المحاربين له.

كما هو متوقع، لم يشر اجتماع الرياض إلى الإرهاب الإسرائيلي، بل على العكس تماماً، فقد استعرض صوراً لمقاومين فلسطينيين ضمن خانة “الإرهاب الذي يجب محاربته”، ما يؤكد أن المستهدف من هذا التحالف هو التنظيمات والجماعات والدول التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، والتي تساهم في مواجهة المشاريع الأميركية في المنطقة، لا سيما وأنه حازَ على مباركةٍ من واشنطن منذ تشكيله. إذ اعتبرته الخارجية الاميركية “متوافق” مع الجهود التي تدعو واشنطن حلفاءها في المنطقة إلى “بذلها” منذ فترة.

في محاولةٍ يائسة لإزالةِ أي شبهةٍ بالإرهاب، تزامن إعلان السعودية للتحالف مع تطبيعٍ بدأت معالمه تظهر بوضوح بينها وبين كيان الاحتلال، الأمر الذي يرافقه توتر غير مسبوق في العلاقات مع إيران.

بين هذا وذاك، تنكشف النوايا السعودية الرامية إلى تكثيف الجهود ضد محور المقاومة تحت ذريعة “محاربة الإرهاب”، وهو المفهوم الذي تتلطى خلفه الرياض لزعزعة أمن المنطقة، بما يخدم المصلحة الإسرائيلية.

ليست المشكلة في البنود وبعض الأهداف المعلنة من “التحالف”، كاستئصال الإرهاب، وتجفيف منابِعه الفكرية، والماليّة، وأدواته الإعلاميّة، جميعها أهداف مشروعة، يجب العمل عليها، لكنها تطال بشكلٍ أساس وتدين أيضاً الدولة التي تقود “التحالف”، أي السعودية.

ينمُّ التوجه السياسي والمذهبي، الذي اتبعته السعودية، في تشكيل التحالف، بالدرجة الأولى، عن غيابِ أي استراتيجية واضحة له، ويعرضه للتفكك أمام أي تغيراتٍ إقليمية متسارعة، لا سيما وأن أغلب الدول المنضوية تحته لا يمكنها الذهاب بعيداً مع السعودية في عدائها الإقليمي. هنا، يسكون للمصالح السياسة والاقتصادية الكلمة العليا فوق طموحاتِ إبن سلمان.