مع القرار الأمريكي المحسوم بوقف دعم الأكراد في سوريا، والذي بدأت مفاعيله بالتطبيق، تتجه الأنظار نحو مآلات المرحلة المقبلة في ظل ترقب الأكراد لمصيرهم والمستقبل الذي ترسمه لهم واشنطن.
تقرير: مودة اسكندر
الدعم الذي قدمته واشنطن طوال السنوات الماضية للأكراد سوف يتوقف خلال الفترة المقبلة. بهذه النتيجة، يمكن للمتابع لأحداث شمال الشرق السوري الاستخلاص.
وزارة الحرب الأمريكية وفي إعلان رسمي صادر عبر المتحدث باسمها “إريك باهون”، أكدت أنها بصدد مراجعة تعديلات متعلقة بالدعم العسكري المقدم للقوات الكردية، ذاكرة أن البنتاغون سيبحث أيضا في عدد المستشارين والتدريب والمدفعية.
وفيما لم تعلن الوزارة رسميا وقف نقل الأسلحة التي وصفتها بالمحدودة، لكنها أشارت إلى أن قرارات من هذا القبيل ستستند إلى متطلبات المعركة.
إعلان البنتاغون، يأتي يعد أيام من مطالبة تركيا الولايات المتحدة أن تفي بوعودها والتزاماتها، فيما يتعلق بوقف تسليح القوات الكردية، وذلك وفقا لتصريح وزير الخارجية التركية مولود تشاويش أوغلو، تعقيبا على الاتصال الذي جمع الرئيسين الأمريكي والتركي.
مراقبون أكدوا أن الخطوة الأميركية لا تعني التحضير لأي انسحاب من الشرق السوري، بل تهدف لما أسموه إحداث توازن بين العرب والأكراد في الجزيرة السورية، تمهيداً للبقاء فيها، وفق استراتيجية جديدة.
في هذا السياق، أبلغ مسؤولون عسكريون أميركيون قوات “قسد” بأن العمليات ضد داعش تشارف على الانتهاء، وأنه لم يعد بوسع الجانب الأميركي تقديم أي أسلحة ثقيلة، وعليهم تغيير استراتيجيتهم.
استراتيجية على “قسد” التأقلم معها في ظل الطلب الأمريكي تسليم الأسلحة الثقيلة، والعودة إلى مناطقهم في منبج والرقة ودير الزور والحسكة، لتسلُّم المجالس المحلية وإدارتها.
وبهذا، ترى واشنطن أن بقاءها في الشرق السوري، يعني إغلاق الممر بين دمشق وبغداد وطهران لإعطاء ضمانات أمنية لتل أبيب، وحيازة أوراق مهمة للضغط على المسار السياسي في دمشق من وادي الفرات.
صحيفة “إنديبندنت” البريطانية، أرجعت قرار الولايات المتحدة الأمريكية بوقف دعمها للأكراد إلى التراجع الكبير الذي يشهده التأثير الأمريكي في الشرق الأوسط. ورأت أن المبادرة تأتي في سياق محاولة واشنطن الحصول على دعم تركي للمحافظة على نفوذها المتراجع سوريا.
وما بين ضبابية الدور الأمريكي الممنوح للأكراد في المرحلة القادمة، يبدو مؤكدا أن دول خليجية لم ترفع حتى اللحظة يدها عن الملف السوري.
صحيفة “نيزافيسيمايا” نقلت عن الخبير الروسي كيريل سيمينوف، أنه بعد انتهاء الحرب داعش قد تتكفل أطراف أخرى بدعم الأكراد عسكريا خارج إطار التحالف.
وفي هذا المجال، تبرز أدلة عن تورط السعودية والإمارات في دعم المشروع الكردي، بدءا من تزويد أبو ظبي كردستان السورية بجملة من الأسلحة، ودعمها علنا استقلال كردستان العراق، فضلا عن زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج إلى الرقة.