تقرير هبة العبدالله
من المتوقع أن تخوض الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” مباحثات صعبة في الأسبوع الحالي بشأن السياسات النفطية للمنظمة، أمام مخاوف من ارتفاع أسعار النفط التي قد يسببها النقص الممكن في إمدادات السوق.
تتخوف “أوبك” من تجاوز الأثر المتوقع للقرار الذي اتخذته في عام 2017 بخفض الإنتاج في إطار جهودها السابقة في إعادة التوازن إلى سوق النفط، وهي مخاوف تزيد الخيارات الممكنة أمام المنظمة صعوبة في تحديد سياسة الإنتاج في عام 208 خاصة مع هبوط أسعار النفط.
يعتقد محللو “غولدمان ساكس”، وهي مؤسسة خدمات مالية واستثمارية أميركية، أن نتيجة الاجتماع ستكون أكثر ضبابية من المعتاد، مشيرين إلى أن سوق النفط قد تكون مخطئة في افتراض أن “أوبك” ستتفق على خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2018.
ووسط قلق من أن تتجاوز جهود إعادة التوازن للسوق المدى، وأن تتسبب في عجز عالمي وتقود إلى ارتفاع آخر للأسعار، يقول رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أن سعر النفط اليوم يفوق 60 دولاراً، وهو رقم جيد يمكن الاعتماد عليه لتحقق معظم استثمارات النفط أرباحاً. ويضيف بيرول، في حديث على هامش مؤتمر للطاقة في النرويج، أن السوق في سبيلها بالفعل نحو التوازن، فسوق النفط العالمية قد تشهد شحاً قرب النصف الثاني من عام 2018 إذا ظل الطلب قوياً وواصل المنتجون الكبار سياستهم الحالية.
السعودية وهي أكبر منتج في “أوبك” كانت قد لمحت إلى أنها تريد تداول الخام عند نحو 60 دولاراً للبرميل، وهو ما تريده الحكومة الروسية أيضاً وهي المقبلة على انتخابات رئاسية في مارس / آذار 2018، مع تخوفها في الوقت نفسه من أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط أكثر إلى تعزيز الروبل، وهو الأمر الذي قد يقوض تنافسية الاقتصاد الروسي.
ومع ارتفاع النفط فوق 60 دولاراً للبرميل، سارع المنتجون الأميركيون بقوة إلى التحوط لإنتاجهم في المستقبل، وهو ما أثار مخاوف من ارتفاع جديد في إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة التي لا تشارك في اتفاق تقييد الإمدادات العالمية.