دفع السجل الحقوقي والانتهاكات المتتالية للسعودية في أداء المناسك الإسلامية الى تأسيس حملة عالمية في إندونيسيا لتوثيق الانتهاكات والمطالبة بتدويل الحج الذي تستأثر السعودية بإدارته، وتعكس توتر علاقاتها السياسية مع الدول بحرمان المواطنين من الفريضة.
تقرير: سناء ابر اهيم
بعد موجة الإخفاقات التي تنغمس بها السلطات السعودية بإدارتها لمناسك الحج، والتعنّت بوقفها الرافض لتدويل إدارة أعظم فرائض الاسلام، انطلقت الحملة المناهضة لتسيس المشاعر المقدسة في السعودية بفعالياتها واجراءاتها العملية على الأرض من أجل توثيق الانتهاكات التي يتعرّض لها الحجاج من شتّى بلدان العالم.
“الحملة العالمية لمنع تسيس المشاعر المقدسة في السعودية”، ومقرها بالعاصمة الإندونيسية “جاكرتا”، بدأت بإجراء اتصالات عديدة مع مؤسسات واتحادات إسلامية في آسيا لتشكيل فروع تنظيمية للحملة؛ للعمل على توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الأشخاص والجماعات في القارة والمرتبطة بحرية العبادة، وحرية وصولهم للمشاعر المقدسة في الديار الحجازية.
الحملة وفي بيان، أوضحت أن مهمة الفروع التابعة لها، تسجيل الحالات التي يتم منعها من أداء فريضة الحج وشعائر العمرة، أو زيارة المشاعر المقدسة لأسباب سياسية،حيث أن جوهر الحملة مبني على حق كل مسلم في شتى أرجاء المعمورة في ممارسة شعائر الإسلام الدينية.
وجاءت التحركات كرد فعل طبيعي على سياسة السعودية في تسييس شعائر الحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة بصورة خطيرة؛ حيث تقوم بمنع الكثير من المجموعات والأفراد حتى الشعوب من ممارسة حقهم الأصيل في العبادة والوصول للأماكن المقدسة، وهو ما أكدته الحملة العالمية في بيانها التأسيسي، الذي أكدت خلاله، أنها تهدف لضمان حرية العبادة وزيارة الأماكن المقدسة لكل المسلمين.
وبناءا على المعلومات التي تحصل عليها، من المقرر أن تقدم الحملة العالمية مذكرة قانونية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف قبل انعقاد الدورة المقبلة؛ تشرح خلالها إنتهاكات الرياض لفرائض الحج عبر إخضاع الفريضة لمآرب سياسية، وهو ما يشكّل خرقاً فاضحا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تضمن حرية العبادة، إذ بدأت بتسجيل الأشخاص الذين تم اعتقالهم على خلفية انتماءاتهم السياسية، أو تم ترحيلهم من السعودية أو منعهم بشكل دائم من أداء الفرائض الأساسية.
وعلى مدى سنوات، تسجّل الرياض انتهاكات صارخة بإدارتها للشعيرة عبر منعها لمواطني بعض الدول التي تربطها بهم علاقات سياسية غير مستقرة من أداء الفريضة، فيما تتخوّف بعض البلدان على مواطنيها بسبب الأحداث الدامية التي ترتسم في سجل السعودية أثناء موسم الحج.