بعد قرابة أربعة أسابيع أفرجت السلطات السعودية عن قائد الحرس الوطني السابق متعب بن عبدالله مقابل تخليه عن الطموح السياسي وتسوية مالية لم يُعرف حجمها.
تقرير: سناء ابراهيم
إلى الحرية المقيّدة خرج متعب بن عبد الله بن عبدالعزيز، الثلاثاء 29 نوفمبر، بعد اعتقال دام 24 يوماً، قضاها في فندق “الريتز كارلتون”، الذي حوّله ولي العهد محمد بن سلمان الى معتقل لاحتجاز الأمراء ورجال الأعمال الذين شنّ حملته عليهم بدعوى محاربة الفساد على حد زعمه، في حين أشارت تقارير غربية استندت الى مصادر في البلاد، الى أن الحملة تهدف الى الاستيلاء على أموال المحتجزين لصالح بن سلمان.
الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني السابق، كان من بين أكثر من 200 شخصية سياسية واقتصادية رفيعة المستوى اعتقلت في إطار حملة واسعة لمكافحة الفساد، أُفرج عنه بموجب تسوية مالية، عقدتها لجنة مكافحة الفساد والأمير متعب بن عبدالله، تتضمن التنازل عن أراض وأسهم للدولة لم تعرف قيمتها على وجه التحديد، وفق ما تم تداوله، في حين أشارت معلومات أخرى، الى تسوية ثانية تتضمن التخلي عن طموحه السياسي بمناصب في الدولة أو بالعرش الملكي.
ومُنح متعب بن عبدالله الحرية المشروطة بعد ما أعلنه محمد بن سلمان، في لقاء مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، عن أن 95 في المائة من المعتقلين على خلفية “الفساد” قبلوا بتسوية “الحرية مقابل المال”، على أن يتمّ إطلاق سراحهم دون محاكمة، في حين لم يُعرف حتى الآن مصير الوليد بن طلال بخصوص قبول التسوية أو عدمه.
معلومات متداولة أشارت الى أن بن عبد الله خرج من الريتز كارلتون لكنه ممنوع من السفر خارج البلاد، لوقت مؤقت، فيما أفاد شهود عيان بأن المنطقة التي يقع فيها قصر الأمير متعب، شرق مدينة الرياض، شهدت، انتشارًا أمنيًا مكثفًا، على غير العادة، ولم تتضخ الاسباب.
خروج متعب من الحجز، كان محل تداول على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إذ غرّدت الأميرة بسمة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ابنة الملك اسابق عبدالله، أن شقيقها قد أفرج عنه أخيراً ظهر الثلاثاء، وكتبت الأميرة نوف بنت عبدالله بن محمد آل سعود، وهي شقيقة زوجته على حسابها في موقع “تويتر”، “الحمد والفضل والمنة لله رب العالمين. دمت لنا سالماً يا أبا عبدالله”.
حساب “كشكول” ذهب لأبعد من خبر الإفراج، ليشير الى ما ورائياته، مدوّناً إن “خروج متعب بن عبد الله من الاعتقال غير منطقي في الظروف الطبيعية فقد يكون الرجل على شفا الموت ويخشى محمد بن سلمان أن يُحمّل مسؤولية قتله فيطالب بثأر”.