تحاول واشنطن إظهار تحول في سياساتها النووية بالتخلي عن شروطها خلال التفاوض المستجد مع المملكة السعودية لحيازة التكنولوجيا النووية. مفاوضات تعد إيران طرفاً ثالثاً غير معلن فيها.
هبة العبدالله
لا يوفر الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهداً لمنح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ما يريد. فبعد مضي عام على دخوله البيت الأبيض، ما زال ترامب يحاول إعادة ترميم العلاقات السعودية الأميركية بعد الهشاشة التي أصابة عملاقي الشرق والغرب في الولاية الثانية للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
تتفاوض إدارة تارمب حالياً مع المملكة السعودية لتزويدها بالتكنولوجيا النووية الأميركية. تتركز المفاوضات الحالية على الضوابط الوقائية التي تحول دون تحويل الرياض البرنامج النووي السلمي في المستقبل إلى برنامج عسكري يسعى إلى امتلاك سلاح نووي.
المفاوضات النووية مع السعودية كان قد أوقفها أوباما بسبب رفض الرياض الالتزام بالشروط الأميركية المشددة. لكن الحكومة السعودية تظهر ليونة أكثر في المفاوضات الحالية.
وفي حديثه عن ملف المفاوضات النووية الأميركية السعودية خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي، لم يربط مدير أسلحة الدمار الشامل ومكافحة انتشار الأسلحة النووية في مجلس الأمن القومي الأميركي، كريستوفر فورد، بين الموافقة الأميركية على تزويد المملكة بالتكنولوجيا والتزام الأخيرة بشروط المحافظة على سلمية البرنامج.
تحدث السعوديون عن فكرة امتلاك برنامج نووي في أعقاب إنجاز الاتفاق النووي الإيراني. لكن محاولات اللوبي السعودي في الولايات المتحدة استؤنفت مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، ووجدت ضالتها بمايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق لترامب، الذي اقتنع بفكرة تزويد المملكة السعودية بالطاقة النووية والتكنولوجيا الحديثة المرتبطة بها.
لا يحبذ مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى فكرة نقل تكنولوجيا نووية إلى السعودية. فالمملكة التي تخوض حروباً بالوكالة عن واشنطن وفي ساحات عدة تمعن بإغراق نفسها في مستنقع الانتهاكات المفجعة لحقوق الإنسان كما تفعل في اليمن على مرأى ومسمع من العالم، وهي انتهاكات تصيب حلفاءها في الغرب.
الشوائب التي تلحظ في سلوكيات المملكة لا تشجع على إيصال تكنولوجيا نووية إلى السعودية. ينقل موقع “ريبوبليكا” الإلكتروني عن مصادر ديمقراطية في الكونغرس قولها إنها لا تريد أن تكون مسؤولة عن منح الرياض هذه الفرصة والأخيرة حليف غير موثوق في استخدام الأسلحة، وهي المفتوحة شراهتها على ارتكاب جرائم فاضحة بحق المدنيين والأبرياء في الداخل والخارج.
لا يزعج التراخي الأميركي اتجاه السعودية في القضية النووية الإيرانيين. خاضت طهران بأعصاب باردة مفاوضات نووية لأكثر من 12 عاماً وخرجت منتصرة. إنه انتصار يؤرق الرياض التي تعتقد أنه بالاعتماد على حليف مثل ترامب يمكن تمرير المشروع النووي السعودي بلا عوائق.