دفعت عدم ثقة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بالأمن السعودي إلى التعاقد مع مرتزقة “بلاك ووتر” بالتحقيقات مع المعتقلين.
محمد البدري
جندت السعودية الآلاف من المرتزقة الأجانب في الجيش والشرطة وعلى رأسهم عناصر شركة “بلاك ووتر” للخدمات الأمنية والعسكرية، الذين أصبحوا يهيمنون على الجهازين. هذا ما كشفته وثائق نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
تمكّنت الصحيفة من الحصول على الوثائق التي تدين السعودية والتي تتعلق بأوضاع الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرةً إلى أن المعتقلين تحت ذريعة الفساد يتعرضون للضرب وأقسى أنواع التعذيب من قِبل المرتزقة الأميركيين التابعين لـ”بلاك ووتر”.
ووفقاً للصحيفة، فإنه سيكون لهؤلاء المرتزقة نصيب في جهاز الجيش والشرطة بالسعودية، لتتحول المملكة إلى جيش المرتزقة الأكثر شهرة في العالم، والمتكون من رجال “بلاك ووتر”.
تشرف “بلاك ووتر”، التي تأسس سنة 1997 من قِبل “إريك برنس”، بحسب الصحيفة، على عملية التعذيب واستجواب المعتقلين بأمر من وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، وتتقاضى مقابل ذلك أموالاً من الرياض، ما يفضح زيف ادعاءات شبكة “بي بي سي” التي استقدمها ابن سلمان إلى داخل فندق “ريتز كارلتون” لنفي ما ينشر عن عمليات التعذيب.
نفى مؤسس “بلاك ووتر” أن يكون متورّطاً في هذا الأمر، منكراً وجوده داخل الأراضي السعودية أو اشتراكه بعمليات التعذيب ضد الأمراء المعتقلين، وهو ما يمكن أن يكون صحيحاً، ولا يتعارض مع استقدام إبن سلمان للمرتقة، لا سيما وأن برنس باع الشركة في عام 2011، التي انتقلت بعد ذلك إلى الإمارات الحليف الأبرز للسعودية، حيث تكونت هناك خلية قوية من المرتزقة برعاية إماراتية من كولومبيا وجنوب أفريقيا، فضلاً عن 800 رجل من أتباع السلطات الإماراتية.
لفتت الصحيفة الى أن مصدرها سمى “بلاك ووتر” على أنها الشركة المعنية بعمليات التعذيب، مشيراً إلى أن وجودها في السعودية ورد في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى لسان الرئيس اللبناني ميشال عون، الذي كتب مؤخرًا في تغريدة على “تويتر” قبل أن يحذفها، أن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، محتجز في السعودية من قبل حراس “بلاك ووتر”.