تقرير محمد البدري
ما يسمى بـ”إصلاحات التحديث” في السعودية ستنقلب على ولي العهد، محمد بن سلمان. هذا ما ذكرته مجلة “ناشونال إنترست” الأميركية التي اعتبرت، في تقريرٍ، أن المملكة قامت على تحالف مع الحركات الدينية بالأساس، في حين أن إصلاحات إبن سلمان تشدد على أهمية استبعاد تلك الحركات وتخفيف تأثيرها.
أوضحت المجلة أن ما تشهده المملكة في عهد الملك سلمان ونجله أكثر من مجرد تطهير وتعزيز سلطة وإنما هو انقلاب، معتبرةً أن الأعمال التي يقوم بها ولي العهد ستغير هوية السعودية في حال نجاحها، مؤكدةً في الوقت ذاته أن النظام الجديد حتى وإن ظهر بمظهر الإصلاحي، إلا أنه أيضاً لا يختلف عن القديم لكونه نظاماً استبدادياً.
واعتبرت “ناشونال إنتيرست” أن إزاحة محمد بن نايف، ولي العهد السابق، كان تخريباً لعملية تعاهدية بين أبناء الملك عبد العزيز وأحفاده بشأن توريث السلطة وانتقالها، معتبرةً أن التحركات يمكن أن تأتي بنتائج عكسية على سلمان وإبنه.
وفي ما يخص “رؤية 2030” التي أطلقها إبن سلمان، ذكرت المجلة أن من شأنها أن تلغي اتفاق عبد العزيز مع الجماعات القبلية ومع الحركة الوهابية التي حصل على دعمها مقابل تأسيس دولته، لا سيما وأن الرؤية من شأنها أن تغير عادات اجتماعية وسياسية واقتصادية في السعودية، وتحرير المعايير الاجتماعية السعودية الحالية، في حين أشارت المجلة إلى أن الرؤية لا تلقى ترحيباً كبيراً داخل المؤسسة المحافظة في السعودية، وإن كانت قد وجدت لها صدى بين الشباب السعودي.
ولفتت المجلة الانتباه إلى أنه على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كبح جماح السعودية في تطلعاتها الخارجية، وأن يبقى بعيداً عن المراوغة الداخلية التي يقوم بها إبن سلمان، في وقتٍ لا تبدو فيه الجبهة الخارجية أحسن حالاً، فبالإضافة إلى بدء انكشاف حقائق مريبة حول عملية اعتقال الأمراء والوزراء الاخيرة، ترتفع بشكلٍ كبير نسبة الخسائر السعودية في اليمن، بالإضافة الى تمكن قطر، وفق المجلة، من تجاوز آثار “الحصار الاقتصادي” الذي فرض عليها.