تقرير محمد البدري
بالتزامنِ مع تهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، خرج رون درمر، سفير الكيان في واشنطن، ليشيد بالدور السعودي في الترويج لما بات يعرف بـ”صفقة القرن”، في مشهدٍ يوضح حجم التآمر السعودي على القضية الفلسطينية من أجل تمرير التطبيع مع الإحتلال
الحقيقة المرة بالنسبة للفلسطينيين، وفق صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، هي أن الدول العربية الرئيسة، أي السعودية ومصر وحتى الأردن التي تقع الأماكن المقدسة في القدس تحت وصايتها، سوف يحتجون بصوت عالٍ، ولكن هذا كل شيء، في حين لفتت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي الانتباه إلى أن قرار الرئيس الأميركي لا يمكن أن يتم من دون التنسيق عربياً، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن كلاً من السعودية ومصر قد اعطيا ترامب الضوء الأخضر لتنفيذ قراره.
يشير براندون فريدمان، المتخصص في الشأن السعودي في مركز “دايان” الإسرائيلي، إلى أن واشنطن تريد من الرياض الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، للقبول السريع بالخطوة.
يتقاطع كلام فريدمان مع ما كانت ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”، بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اقترح على عباس أن تكون بلدة “أبو ديس” عاصمة لفلسطين، مؤكدةً أن إبن سلمان أعطى الرئيس الفلسطيني مهلة شهرين للقبول بالصفقة و”إلا سيكون مجبراً على الاستقالة”.
يتركز الاهتمام الاستراتيجي السعودي على مواجهة ما تعتبره الرياض “توسعا إيرانياً في المنطقة”. ولهذا، فإن السعودية بحاجة إلى الولايات المتحدة لتتخذ وضعاً أكثر مواجهة ضد الجمهورية الإسلامية، وهو ما يشكل، بحسب متابعين، أهمية تفوق دعم الفلسطينيين في نزاعٍ مع واشنطن.
الإعلان عن السحب المزعوم لـ”المبادرة العربية للسلام”، التي أُعلنت في بيروت عام 2002، هو أقل الردود المتوجبة على الرياض ضد ترامب، إلا أن الرياض وعلى لسان سفيرها في واشنطن، خالد بن سلمان، اكتفت بالقول: “إن إعلان ترامب بشأن القدس قبل التوصل إلى تسوية سيضر بعملية السلام”. تريد الرياض تلك العملية مدخلاً لها إلى تطبيعٍ علني مع كيان الاحتلال، في حين تبدو خطوات ترامب رفعاً للسقف السياسي بالتنسيق مع إبن سلمان من أجل إطلاق مشروع التطبيع الإسرائيلي السعودي.