أخبار عاجلة
الملك سلمان يرحب بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض، يوم 20 مايو / أيار 2017

القدس تفضح تآمر السعودية مع ترامب

تقرير محمد البدري

فيما تظهر السعودية رفضها الزائف لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمةً لكيان الاحتلال، فإنها تضمر في الوقت ذاته أولوية مصالحها المطلقة في علاقاتها مع واشنطن، والتي تحتّم عليها مجاراة الأخيرة بجميع خطواتها.

تؤكد مصادر إسرائيلية عدة أن ردة الفعل العربية الرسمية اتجاه إعلان ترامب تظهر مدى التنسيق غير المُعلن بين إسرائيل والسعوديّة، التي يُطلق عليها في كيان الاحتلال “قائدة الدول السُنيّة المُعتدلة” في هذه القضية، إذ يتوقع وفق مراقبين صهاينة بأنْ يكون إعلان ترامب الحلقة الأولى والعلنيّة والرسميّة لبدء “صفقة القرن” القاضية بتصفية القضية الفلسطينيّة نهائياً.

بدوره، يقول وزير الاستخبارات في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، إن السعودية لن يكون لها ردود فعل سلبية تؤثر على تحالفها مع إسرائيل، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين الإعراب عن موقفٍ معارضٍ، وبين توجيه رسالة كسر أوانٍ، في إشارة إلى استبعاده ردود فعل جدية تتجاوز التقديرات السائدة في واشنطن وتل أبيب حول قواعد اللعبة.

تلك القواعد يعلمها كيان الاحتلال جيداً، وقد خبرها في تعامله مع دول المنطقة خلال العقود الماضية. كشف رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وبطريقةٍ غير مباشرة، حجم التنسيق والتآمر المشترك بين السعودية وإسرائيل ضد فلسطين قضيةً وشعباً، بتأكيده على صفحته في “تويتر” أنه لم يتبقَّ حالياً إلا نظام واحد فقط يدعو ويناشد بشكل صريح لا يحتمل التأويل إلى تدمير إسرائيل وهو إيران، معتبراً أن الإيرانيين يختلفون في هذه النقطة عن العالم العربي.

يشير مؤلف كتاب “الحقيقة حول كامب ديفيد”، كلايتون سويشر، إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها العرب عبّدوا الطريق أمام توسيع إسرائيل احتلالها لفلسطين، معتبراً أنه مع توسع الاحتلال الإسرائيلي وزيادة المعاناة الفلسطينية، قرر السعوديون أن يكونوا رأس حربة في محاولات تقارب غير مسبوقة مع إسرائيل. ويرى الكاتب أن التخلي عن القدس من قبل الرياض كان كأضحية لجلب إسرائيل وتعاونها في الحرب ضد إيران وحلفائها.