تقرير ابراهيم العربي
بعد عقود من الحظر وافقت السعودية على البدء في إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعروض السينمائية بالمملكة مع بداية عام 2018، وذلك للمرة الأولى منذ حظرها في أوائل الثمانينات، تنفيذاً لمخططات الانفتاح المزعوم الذي يسوق له ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقد جاءت خطوة الرياض بمباركة من قبل المؤسسة الدينية العاملة التي لم تعد تخجل من تطويع الدين لخدمة الحاكم بشكل علني.
ومن المقرر البدء بمنح التراخيص بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة خلال مدة لا تتجاوز 90 يوماً.
وقالت وزارة الثقافة والإعلام السعودي، في بيان، إن “الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع” ستبدأ في “إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع”.
وفي محاولة لعدم التصادم مع التيار الديني المتشدد، قالت الوزارة إن “محتوى العروض سيخضع للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة”، وإن المحتوى “سيتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثر وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة”.
وتوقع وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد بن صالح العواد أن يتم افتتاح أول دار سينما في المملكة بحلول مارس / آذار 2018، واصفاً الأمر بأنه “يمثل لحظة فاصلة في تنمية الاقتصاد الثقافي في المملكة”.
وكان مفتي السعودية عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ قد حمل بعنف، في يناير / كانون الثاني 2017، على إمكان فتح دور للسينما في السعودية/ مؤكدا أنها “مصدر ضرر وفساد”.
غير أن حرام الأمس أصبح حلالاً اليوم، مثله مثل الكثير من المحرمات التي كانت تحاصر المجتمع السعودي في منتصف القرن الماضي، وصارت بعد عقود من المنع مباحة، بل بات بعضها من الضروريات، فالدراجة الهوائية على سبيل المثال كانت من الأمور المحرمة، في خمسينات القرن الماضي، تحريماً قاطعاً بفتوى رسمية، إذ كانت تُسمّى “حصان إبليس”.
كما اعتبر رجال الدين، سابقاً، “التلغراف” ضرباً من “السحر والشعوذة”. أما التلفزيون، فمشاهدته كانت محرمة على النساء لأنه يعطي المذيعين الفرصة لمشاهدتهن، بحسب رأيهم، فكن لا يجلسن أمامه من دون غطاء الوجه.