الوهابية والتكيّف مع المحرمات والممنوعات السابقة حماية للمصالح

السعودية آخذة في التغير، وما كان ممنوعا بالأمس بات اليوم مسموحا وبرعاية الحكومة.. فيما يصمت علماء الوهابية طمعا منهم في الحفاظ على مصالحهم المادية على حساب مبادئهم.

تقرير: ولاء محمد

تنقلب الحياة الاجتماعية في السعودية رأسها على عقب… يوما بعد آخر يتم الإعلان عن رفع الحظر عن كثير من الأمور كانت ممنوعة لا بل محرمة في السابق.

وحتى الأن لا تبدي المؤسسة الدينية الوهابية المتحالفة تاريخيا مع آل سعود أي رد فعل سلبي إزاء ما يجري في البلاد، رغم أنه يخالف عقيدتها المتزمتة.

حفلات ورقص واختلاط وسينما ومسرح وغيرها من الأمور التي كانت حراما بحسب المؤسسة الوهابية، باتت الأن أمرا عاديا يجري بتنظيم من “هيئة الترفيه” الحكومية.

وحول صمت علماء المملكة عما يجري، يرى الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، نبيل مولين، أن مشايخ الوهابية على استعداد “لمراجعة مواقفهم وتقديم تنازلات فيما يتعلق بعدة قضايا هامة وذلك لإرضاء العالم الغربي”، لكن في الوقت نفسه يحاولون الحفاظ على مصالحهم الخاصة.

الباحث مولين وفي مقابلة مع صحيفة “لو بوان” الفرنسية، يعتبر انه لا يمكن للسعودية أن تقطع نهائيا مع الوهابية فهي لا تزال تعد أحد أركان النظام الديني في المملكة.

ولهذا السبب، فإن ولي العهد الذي يقف وراء ما يجري من تغييرات في البلاد، يحاول في الوقت نفسه التعبير عن مدى تقديره وتعلقه برجال الدين، وخاصة مفتي المملكة.

وفيما يتعلق برفع المزيد من القيود عن النساء، يرى مولين، إن ابن سلمان يحاول استقطاب دعم جزء من الشعب وخاصة النساء في سبيل تلميع صورة النظام في أعين العالم الغربي.

وفي المقلب الآخر يقف رجال الدين الوهابيون وهو يحاولون التكيف مع القرارات الجديدة في سبيل الحفاظ على مصالحهم المادية والدينية.