تقرير هبة العبدالله
كشفت تقديرات خبراء إسرائيليين أن الأولويات بالنسبة إلى السعودية، في اللحظة الراهنة، تفرض عليها الضغط على القيادة الفلسطينية لوقف حملتها ضد الولايات المتحدة، في أعقاب إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره الاعتراف بالقدس “عاصمة” لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وأن الرياض طالبت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن “يضع القدس خلف ظهره”.
وتعقيباً على اللقاء في الرياض الذي جمع، يوم الأربعاء 20 ديسمبر / كانون الأول 2017، الملك سلمان ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة حيفا، جبرائيل بن دور، قوله إن “السعوديين معنيون بأن يخفض عباس من مستوى الغضب، وأن يقلّص من ردة الفعل الفلسطينية”، منوهاً إلى أن “للرياض مصلحة واضحة في مواصلة الولايات المتحدة لعب الدور الرئيسي في الشرق الأوسط”، وأن تسهم في “إضعاف المتطرفين الإسلاميين” في المنطقة.
وبحسب بن دور، فإن “آخر ما يعني السعوديين في الوقت الحالي هو الانشغال بالمتاعب التي يمكن أن يتسبب بها عباس من خلال مواقفه التي تعترض على قرار ترامب.” وأوضح أن مواجهة إيران واحتواء مفاعيل سلوكها في المنطقة هي “على رأس الأولويات السعودية في الوقت الحالي، أكثر من قضية القدس والتضامن الإسلامي”.
وأضاف أنه “نظراً إلى أن السعوديين قد اتخذوا قراراً كبيراً بمواجهة النفوذ الإيراني، فإنهم باتوا معنيين بتوثيق تحالفهم مع الولايات المتحدة، وكل هدف آخر يعد بالنسبة إليهم ثانوياً”، مشدداً على أن هذا الهدف “هو الذي يحدد اتجاهات السياسة الخارجية للسعودية”.
ووفقاً لبن دور، فإن الأجندة التي تتبناها السعودية جعلت الرياض ترى في إسرائيل “شريكاً استراتيجياً خفياً في المواجهة ضد إيران”، مشيراً إلى أن “الحاجة إلى مساعدة تل أبيب تدفع السعوديين إلى محاولة فرض تهدئة على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن “عدم تسليط الأضواء على القضية الفلسطينية يعد مطلباً مهماً بالنسبة إلى السعودية أيضاً” من أجل “تجنيد الدعم العربي في المواجهة ضد إيران”.
وتوقع بن دور أنه في حال قامت الإدارة الأميركية بالكشف رسمياً عن مبادرتها للتسوية، فإن السعوديين “سيسعون إلى دفع قيادة السلطة الفلسطينية إلى مواءمة مواقفها مع المبادرة، وأن تكون هذه القيادة أكثر استعداداً للتوصل إلى تسويات بشأن صيغ حل الصراع مع إسرائيل”.