الاحتجاجات المطلبية في إيران.. تراها تل أبيب ثورة والرياض تعتبرها مقاومة

تعمل كل من تل أبيب والرياض على تضخيم الأحداث في إيران، مراهنتين على أن اسقاط النظام سيحد من التمدد الإيراني في الشرق الأوسط، بحسب زعمها.

من يتابع وسائل الإسرائيلية والسعودية يظن أن اسقاط النظام في إيران بات قاب قوسين أو أدنى وأن العملية الانقلابية حسمت، وما هي إلا ساعات ويتم الإعلان عن نجاح الإنقلاب.

إعلام اسرائيلي يعكس بأمانة ودقة وموضوعية ما يفكر به صناع القرار في تل أبيب، وإعلام سعودي لا ينطق عن الهوي وإنما بما تكتبه أقلام الديوان الملكي.

ولا يُستغرب أن يسمي الإسرائيليون تلك الاحتجاجات بالثورة، وأن يسميها السعوديون بالمقاومة.

تناسى الكيان والمملكة أن التظاهرات التي خرجت في إيران احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار والبطالة، تخرج مثلها كل يوم في تل أبيب احتجاجا على فساد المسؤوليين الصهاينة، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، ويطالبون برحيله ومعاقبته، وهي ذاتها أيضا يفجرها السعوديون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” كل يوم، احتجاجا على الوضع الاقتصادي، وليس آخرها الثورة الافتراضية احتجاجا على ضريبة القيمة المضافة وارتفاع الأسعار.

انتقل إعلامهم للتحريض على إيران وتأليب الرأي العام، والإيحاء بأن التظاهرات التي تعم المدن الإيرانية تختلف كثيرا عن الاحتجاجات التي شهدتها الجمهورية الإسلامية في العام 2009.

خطوات تقطع الشك باليقين بأن حكام تل أبيب والرياض يعولون على إسقاط النظام في إيران بعد أنْ فشلوا في وقف ما وصفوه التمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وعجزوا عن مواجهته في السياسة والميدان، لا سيما وإن أيادي دسيسة تريد تحويل التظاهرات ضد الوضع الاقتصادي الى تظاهرات تخريبية وتطالب باسقاط النظام.