تقرير: بتول عبدون
تتصاعد الأزمة المصرية السودانية، إذ كشفت مصادر مطلعة أن الجيش السوداني أرسل الآلاف من جنوده إلى حامية كسلا شرق البلاد بعد أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية مصرية إلى إريتريا، في حين أعلن كل من السودان وإثيوبيا غلق حدودهما مع إريتريا.
ونقلت صحيفة “الصيحة” السودانية عن مصادر إثيوبية تأكيدها أن قيادة المنطقة الغربية أرسلت تعزيزات عسكرية قبالة المثلث الحدودي مع إريتريا والسودان في حين وصلت تعزيزات عسكرية إريترية بدعم مصري، مع تجمع حركات متمردة من إقليم دارفور السوداني، بالقرب من الحدود السودانية الإريترية.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد استدعت سفير السودان لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم إلى الخرطوم بغرض التشاور بحسب ما اعلن بيانها، من دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل. وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أكدت أنها أُخطرت رسمياً بقرار الخرطوم استدعاء سفيرها، مضيفة أن مصر تقيم الموقف بشكل متكامل لاتخاذ الإجراء المناسب.
وكانت وسائل إعلام سودانية قد نقلت قبل أيام قليلة عن رئيس اللجنة الفنية للحدود من الجانب السوداني، عبد الله الصادق، قوله إن مصر تهدف إلى جر السودان إلى اشتباكات مباشرة. ووصف الصادق، الذي يشغل أيضا منصب مدير “هيئة المساحة” السودانية، ما تقوم به السلطات المصرية في مثلث حلايب وشلاتين بأنه استمرار في التعدي على الأراضي السودانية، مؤكداً أن هذا التعدي سيأتي بنتائج عكسية لدولة مصر.
تجدر الإشارة إلى أن التواترات بين مصر والسودان تعود إلى خلافاتهما بشأن السيادة على مثلث حلايب وشلاتين وأبي رماد وخلافهما بشأن سد النهضة الإثيوبي ومياه النيل، فضلاً عن تبادل الاتهامات بشأن دعم معارضين.
فالرئيس السوداني عمر البشير يتهم القاهرة بدعم معارضين سودانيين، ووسائل إعلام مصرية تتهم الخرطوم بإيواء عناصر من جماعة “الإخوان المسلمين” التي تعتبرها القاهرة “إرهابية”. وما أجج الخلاف أخيراً، منح السودان لتركيا جزيرة سواكن في البحر الأحمر، بعد زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى الخرطوم، إذ تعتبر القاهرة أن وجود أنقرة فيها يشكل “تهديداً إستراتيجياً” لأمنها.