بدأت قناة “بي بي سي 2″، بعرض سلسلة أفلام وثائقية، حول السعودية ونشرها للوهابية في العالم، وكيف يتحالف الغرب معها على الرغم من سجلها، فيما تطرح تساؤلات عدة حول مستقبل الرياض في ظل وصول ولي العهد محمد بن سلمان الى سدة الحكم.
تقرير: سناء ابراهيم
الإرهاب، نشر الوهابية والتطرف، الصراع داخل العائلة، صعود ولي العهد محمد بن سلمان الى سدة الحكم، والإخفاقات والأزمات التي ارتسمت على يده داخليا وخارجياً، والتغييرات غير المسبوقة في السعودية، مواضيع تفنّدها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الثانية، في سلسلة حلقات وثائقية، تعد الأضخم من نوعها، التي تتركز حول السعودية.
“آل سعود: عائلة في خضم الحرب”، عنوان الوثائقيات التي بدأتها الإذاعة البريطانية يوم الثلاثاء 9 يناير الحالي،وتحاكي الدور السعودي على امتداد العالم، خاصة في نشر الأفكار المتطرفة استناداً إلى الأموال والثروات التي تمتلكها الرياض وتستغلها في بسط نفوذها وسيطرتها، حيث ركزت إعلانها الترويجي حول ابن سلمان، المرشح للصعود إلى العرش في المستقبل القريب، على الرغم من أنه يعتبر اليوم، كما تصفه المصادر الغربية، الحاكم الفعليّ للبلاد، والمسؤول الأول عن كل الأزمات الداخلية والخارجية غير المسبوقة بالنسبة للسعودية.
توثق “بي بي سي”، الاتهامات الموجهة للرياض بدعم ونشر الإيديولوجية المتطرفة، ودعم الإرهاب وتصديره، متخذة من دعم الإرهاب والجماعات المسلحة التي انتشرت في العراق وسوريا أمثلة واضحة على الاتهامات، وبيّنت أن السعودية تحاول على أيدي ابن سلمان نفض غبار الاتهامات عنها، الا أنها لا تستطع بسبب انغماسها المتجذر في دعم التطرف ونشره، ويعتبر وقوع آل سعود في بث ونشر تعاليم الوهابية والتطرف، عبر شرق أوروبا والهند، مروراً بساحات القتال الدامية في سورية واليمن، دليلا واضحا على دور الرياض الأساس، ويناقش البرنامج الوثائقي “تأثير الكميات الهائلة من الأموال والأسلحة السعودية حول العالم”.
وتعليقاً على الفيلم، أشار موقع “ذا تلغراف”، الى دور الرياض وتدفق الملايين من دولاراتها الى دول العالم، خاصة لدعم الجهات المتطرفة في أفغانستان وفلسطين والهند وسوريا وأماكن أخرى، ولفت الى تمويل السعودية أيضاً لهجمات 11 سبتمبر، بالمقابل، استغرب العلاقة التي تقيمها الدول الغربية مع السعودية على الرغم من سجلها في دعم التطرف والإرهاب الذي لم تنجو منه عواصم غربية، عازيا السبب الى النفط والمال، ولم تكن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرياض في مايو من العام الماضي مقبولة لولا صفقات السلاح التي انعقدت والمليارات التي جناها ترامب خلال بضع ساعات.
الفيلم الوثائقي الذي يخلص الى تساؤل حول موقع السعودية الأقليمي وسط الصراعات الناشئة على يد المتهورون فيها، خاصة محمد بن سلمان، وهو ما يطرح علامات استفهام حول ما إذا ستكون السعودية قوة استقرار أو قوة فوضى في العالم، على أيدي الأخير.