تقرير هبة العبدالله
موجة من الاتهامات والردود المتبادلة شهدتها الساعات القليلة الماضية على وسائل الإعلام بين طرفي الأزمة الخليجية. بدأت الجولة الأولى منها بالمقابلة التي بثها التلفزيون القطري الرسمي الليلة الماضية مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، استعرض فيها جملة من القضايا المتعلقة بالحصار.
يستعين آل ثاني بما بدر من دول الحصار من تعامل مهين للقطريين لديهم عقب الأزمة، لاعتبار الحصار كإجراء موجه ضد الشعب القطري لا دولة قطر، واستعمال تهمة دعم الإرهاب المطاطة كتبرير لتسويق الإجراءات الجائرة ضد قطر.
لم تكن الأشهر الست الماضية كفيلة بتبديد الصدمة بالنسبة إلى الدوحة، خاصة وأن العلاقات قبل تفجرها كانت “طيبة وودية” كما يقول الوزير القطري. يتهم آل ثاني دول الحصار بأنها غيبت الحكمة في التعاطي مع قطر وافتعلت معها أزمة لا مثيل لها في العلاقات الدولية، في حين أنه كان من الممكن أن تحل الأزمة بوقتها وفي إطار ثنائي.
كانت قطر، كما يقول وزير خارجيتها، على تناغم كامل مع مجلس التعاون في ملفات المنطقة كافة، في حين كانت الأزمات في سوريا واليمن والعراق تمثل اختلافاً سياسياً لا حد له مع إيران، وهي التي تتعاطى الآن مع بلاده كدولة جارة تتعرض لعقوبات وحصار.
تبنى المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، في تغريدات عبر حسابه على “تويتر”، تعليق السعودية على هجوم وزير الخارجية القطري على دول المقاطعة. رد القحطاني على كلام آل ثاني عن أمل بلاده بحل الأزمة وتمسكها بدعوة دول المقاطعة للحوار باعتباره بكاء على قدر الألم، في حين أن الأعظم لم يأت بعد.
واتهم القحطاني قطر بالسعي إلى إسقاط وتقسيم السعودية وبالتواصل مع المعارضة السعودية في الخارج كسياسة تخريبية ضد المملكة.
هجوم عنيف على قطر شنه وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش أيضاً، مؤكداً أن الإمارات ودول المقاطعة تسعى إلى تجاوز ملف قطر التي اختارت أزمتها وعزلتها وتعاني الآن ارتباكاً وتخبطاً.
وإذا كانت الدوحة تتمسك بالالتزام بالقانون واحترام سيادتها كمبدأ أول للحوار، فإن الوزير الإماراتي يربط من جديد حل الأزمة بتغيير قطر لتوجهها الداعم للتطرف والإرهاب، ومسمياً ممارسات الدوحة في البحرين ومصر والسعودية خلال عهد الملك عبدالله، كمثال على التآمر القطري الممنهج ضد جيرانها ودول المنطقة.