تقرير محمد البدري
منذ بدء العدوان السعودي على اليمن، كان واضحاً وانطلاقاً من خطوات السعودية والإمارات، في الأجزاء الجنوبية والشرقية لليمن، أن سلطنة عُمان ليست ببعيدة عن المخططات المرسومة لقوى التحالف.
أثارت محافظة المهرة، الواقعة شرق اليمن، والتي تعتبر مجالاً حيوياً لعُمان، مخاوف الأخيرة، بعد ظهور مطامع علنية إماراتية وسعودية للسيطرة عليها من النواحي كافة، لا سيما مع توجهاتٍ سعودية بالتنسيق مع محافظ المحافظة، راجح باكريت، لإنشاء مركز ديني لجماعات سلفية في مدينة قشن، ثاني أكبر مدن المحافظة.
سبق ذلك محاولات إماراتية لاستقطاب الشخصيات الاجتماعية والوجوه القبلية والفاعليات السياسية النافذة في المهرة، أملاً في النفاذ من خلالها إلى الشرائح الشعبية.
والتقى وفد سعودي يرافقه المحافظ باكريت بزعماء جماعات سلفية متشددة في المهرة قبل أيام بهدف التجهيز لإقامة المركز، فيما حذرت شخصيات اجتماعية في المحافظة من خطورة إقامة مثل هذه المراكز على السلم الاجتماعي في المحافظة.
المساعي السعودية لإقامة مراكز سلفية جاءت بالتوازي مع اتخاذها خطوات تدفع في اتجاه “عسكرة” المحافظة وإنشاء تشكيلات مسلحة في مديرياتها على غرار عدن، حيث تتخذ السعودية ذريعة مكافحة التهريب من عمان إلى المهرة ستاراً تشكل من خلفه مجموعاتها.
وتشهد محافظة المهرة، الواقعة في أقصى الشرق اليمني، حراكاً سعودياً نشطاً على المستويات كافة، وفق ما ذكرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية، مؤكدةً أن هذا الحراك بات يتجاوز ما كانت قد بدأته الإمارات، قبل أشهر.
تؤكد الصحيفة أن الإجراءات السعودية تقرع جرس الإنذار لدى عُمان التي تجمعها بالمهرة حدود واسعة، تصل إلى حدّ اعتبار مسقط هذه البقعة من اليمن حديقتها الخلفية، التي تحرص على ألّا تطالها شرارات التوغل العسكري والمذهبي.
استفزاز مسقط والضغط عليها هما الهدفان الأساسيان للرياض وأبو ظبي، وذلك على خلفية موقفها من العدوانِ على اليمن والأزمة الخليجية، في وقتٍ لا يستبعد فيه مراقبون للوضع في لليمن أن تشتعل حرب النفوذ بين أبوظبي والرياض على المحافظة، وسط تسابقٍ عسكري بينهما للسيطرة الأحادية على جنوب اليمن وشرقه.