تستحوذ شخصية الرئيس الأميركي دونال ترامب على اهتمام الجمهور الأميركي والعالمي، خاصة وأن الأخير يبرع كثيراً في توجيه الإهانات لشعوب العالم كما فعل مع الأفريقيين مؤخرا، في حين أنه يخشى مواجهة البريطانيين الرافضين له أمام السفارة الأميركية الجديدة في لندن.
تقرير: هبة العبدلله
تملأ العنصرية والتعالي خطابات الرئيس الأميركية دونالد ترامب. وجه نظرته الدونية للشعوب الفقيرة والمرهقة هذه المرة إلى دول القارة السمراء التي ترزح تحت الحروب والفقر.
يخفي الرئيس الأميركي خلف قناع سياسة الهجرة الكثير من الكره والتمييز. فها هو ترامب يتساءل الآن عن الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى استقبال مهاجرين من هايتي ودول أفريقية، واصفاً إياها بـ”الأوكار القذرة” ومعتبراً أنها “حثالة الدول”.
رشحت هذه العنصرية عن الرئيس الأميركي بينما كان السناتور الديمقراطي ديك دربين والسناتور الجمهوري لينزي غراهام، وبحضور مسؤولين آخرين من الحكومة، يطلعان الرئيس الأميركي في البيت الأبيض على مشروع قانون جديد للهجرة أعدته مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين.
وكان المشرعان يصفان كيفية عمل بعض برامج الهجرة بما في ذلك برنامجاً يوفر ملاذاً في الولايات المتحدة لمواطني الدول التي تعاني كوارث طبيعية أو صراعات أهلية، وهي حالات لا يراها ترامب مبرراً لاستقبال هؤلاء بل بنظره ينبغي أن تستقبل بلاده مزيداً من الناس من النرويج.
تصريحات ترامب التي وصفتها الأمم المتحدة بالصادمة والمعيبة لعنصريتها لاقت انتقادات شديدة من المشرعين الديمقراطيين وبعض الجمهوريين. وقالت النائبة الجمهورية ميا لاف، وهي ابنة مهاجرين من هايتي، إنها تصريحات “مثيرة للانقسام وتعد بمثابة صفعة لقيم الأمة الاميركية”، مطالبة ترامب بالاعتذار للشعب الأمريكي والدول التي أهانها.
وتعليقاً على العنصرية الفجة التي أبداها ترامب، قالت نائبة جمهورية أخرى هي إيليانا روس لتينين، والتي ولدت في كوبا وتقيم في جنوب فلوريدا حيث يعيش كثير من مهاجري هايتي، إن هذه التغييرات ينبغي ألا تسمع في البيت الأبيض كما يجب ألا تتردد داخل الغرف المغلقة أيضاً.
ولكن الرئيس الأميركي الذي لا يتردد في استخدام الأوصاف البشعة على أبناء الدول الأفريقية لا يتمتع بالشجاعة الكافية لمواجهة منتقديه ومعارضيه. فخوفاً من مواجهة الجماهير الغاضبة ألغى ترامب زيارة كانت مقررة إلى بريطانيا لافتتاح السفارة الأميركية الجديدة في لندن وسيرسل وزير خارجيته بدلا منه.
حاول ترامب تقليص ردود الفعل اتجاه زيارته المقررة إلى لندن بوصفها بـ”زيارة عمل” قصيرة، من أجل قص شريط سفارة بلاده، وعقد اجتماعات مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي لكن هذه الخطة استبعدت بعدما رفض نواب بريطانيون منح ترامب فرصة لإلقاء كلمة أمام البرلمان كما تعهّد نشطاء بتنظيم تظاهرات جماهيرية ضده، فيما اكتفى ترامب بتغريدة على “تويتر” يبرر فيها غيابه بعدم رضاه عن نقل السفارة التي باعها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.