تقرير هبة العبدالله
نشر موقع “ستراتفو” تقريراً مطولاً استعرض فيه حالة الأمير الوليد بن طلال المعتقل منذ أكثر من شهرين في حملة مكافحة الفساد المزعومة التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
يقول الموقع الاستخباراتي البريطاني إن السعودية قررت نقل الأمير الوليد إلى سجن “الحائر”، المعروف بأنه يضم كل من يشتبه في انتمائهم إلى تنظيمي “القاعدة” و”داعش” الإرهابيين.
ويتابع القول إن القرار السعودي الأخير يعد بمثابة صفعة من ولي العهد السعودي إلى الضغوط الدولية كافة التي مورست عليه، من أجل الإفراج عن الأمير الوليد تحديداً بنقله إلى سجن “الحائر”، بدلاً من فندق “ريتز كارلتون” الفخم.
فبالنسبة إلى الموقع، يدل نقل ابن طلال إلى السجن الأكثر تأمينا في المملكة على أن الحكومة السعودية وابن سلمان لا يبديان اهتماماً بوجهات النظر الدولية.
فقد سبق أن أشارت تقارير صحافية عديدة إلى أن الرئيسين الفرنسيين السابقين، نيكولا ساركوزي، وفرانسوا هولاند، اتصلا بصورة شخصية بولي العهد السعودي وأعربا عن قلقهما من استمرار توقيف الأمير الوليد.
وأشارت التقارير أيضاً إلى أن السلطات عرضت على الوليد التنازل عن 6 مليارات دولار من ثروته، مقابل إسقاط التهم الموجهة إليه، لكن الوليد رفض ذلك العرض، وسعى إلى الوصول إلى تعويض عادل عن التهم الموجهة له، لكن العرض الذي قدمه الملياردير السعودي مقابل إخلاء سبيله تم رفضه.
وأوضح “ستراتفور” أنه ليس لدى الحكومة السعودية، دافع لإبقاء الوليد محتجزا إلى أجل غير مسمى، أو حتى محاكمته بصورة رسمية، محذراً من أن استمرار تفاقم قضية الوليد قد يسفر عن تقليل قدرة السعودية على تحقيق أهدافها.
وفي ظل عدم امتلاك الوليد بن طلال نفوذاً سياسياً كبيراً في السعودية، يبدو أنه سيكون مضطراً إلى التوصل إلى اتفاق مع السلطات، فالمسألة، كما يقول تقرير “ستراتفور”، تتعلق تحديداً بالتفاوض على السعر الذي ينبغي على الوليد بن طلال دفعه من أجل مغادرة سجنه الجديد.
ولا يبدو أن السلطات السعودية ستستسلم لعناد الملياردير السعودي، إذ كشفت صحيفة “إكسبرس” البريطانية عن تعرض الوليد بن طلال للتعذيب والضرب بعد نقله إلى سجن “الحائر”، وذلك بعد رفضه دفع مبلغ التسوية الذي طلبته السلطات السعودية مقابل إطلاق سراحه.