لم يتمكن محمد بن سلمان من إصلاح النظام التعليمي في السعودية ضمن رؤية 2030، لوجود عراقيل عدة، أبرزها، الفكر المتطرف الراسخ أصلا في عقول القائمين على المشروع.
تقرير: حسن عواد
على مدى سنوات طويلة، استخدم النظام السعودي المدارس التعليمية للترويج للمذهب الوهابي، وبث روح الحقد والكراهية لدى الطلاب، وتغذيتهم بمفاهيم دينية مغلوطة لخدمة أغراض سياسية من خلال التحريف والتحريض على الفتنة.
هذه المناهج غرست في نفوس الطلاب كل ما من شأنه تكفير الأديان المختلفة مع الفكر الوهابي، والتعامل مع المخالفين على أنهم كفار، والذي يؤدي بدوره إلى تكريس العنف والتطرف وقمع الآخر.
واليوم، يأتي محمد بن سلمان، ظنا منه أن بإمكانه تغيير تلك المفاهيم بين ليلة وضحاها، فاصطدم برنامجه المعروف بالفطن بعراقيل عطلت مفاعيله وأوقفته، ليتأكد بشكل قاطع التحديات التي تواجه عملية إصلاح النظام التعليمي في السعودية، وعدم إمكانية ولي العهد تنفيذ التزامه بتحويل السعودية المتهمة دائما بتصدير التطرف إلى بلد معتدل اسلاميا، ضمن رؤيته 2030، التي لم تحقق الى الأن أي هدف من أهدافها.
ولإخفاء هذا الفشل، اضطرت الحكومة السعودية الى إيجاد ذريعة، فكانت أن مبادرة تنظيم مسابقة للأطفال في المدارس تقوم على التقاط صور، وتسجيل مقاطع فيديو تظهر كيف أن المملكة تعمل في خدمة الإسلام ومحاربة القوات الأمنية للارهاب، تم اختطافها من قبل إسلاميين، حيث أقيل أول مسؤول عن البرنامج بعد تقارير إعلامية تؤكد تعاطفه وفريقه مع جماعة الإخوان المسلمين المصنّفة تنظيماً إرهابياً من قبل حكومة الرياض.
ولم يصمد الشخص الذي حل مكانه سوى 72 ساعة حيث أقيل للسبب نفسه، بحسب ما ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز”.
يصر المسؤولون السعوديون على أن جهودا كبيرة تبذل من أجل عصرنة التعليم وإعادة النظر في الكتب المدرسية للتخلص من النصوص المتشددة، إلا أن التقارير التي صدرت مؤخرا عن مراكز الأبحاث ومنظمات حقوق الإنسان تشير إلى أن المواد الدينية التي تدرس لا تزال تحض على الكراهية ضد الأقليات الدينية.