تقرير هبة العبدالله
تسببت حملة الاعتقالات التي شهدتها المملكة نهاية عام 2017 بزلزال طالت ارتداداته الديوان الملكي، حيث كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يرسم العبور إلى العرش في طريق خالية من المنافسين، إلا أن اعتقال الأمراء والدعاة ورجال الأعمال وكل من يمكن أن يكون معارضاً أو معترضاً على سياسات ولي العهد ضعّفت أوراق اعتماد الأمير الشاب.
توضح وكالة “بلومبرغ” أن حملة الفساد التي تذرع بها ولي العهد أخافت سكان العاصمة السعودية. أعرب هؤلاء عن قلقهم باكراً في الأسابيع الأولى من الحملة من كونهم محاصرين، كما أن لكثيرين منهم أصدقاء احتجزوا في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض وآخرون جرى استدعاؤهم إلى الاستجواب.
وفي هذا السياق، يرى جيمس دورسي، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة “نانيانغ” التكنولوجية في سنغافورة، أنه “ليس هناك أدلة دامغة على عملية الفساد والعقوبات المفروضة، بينما الواضح فقط هو أن هناك اعتقالات تمّت ليلا لأسباب غير معروفة، وأعقبتها ضغوط بهدف إجبار المعتقلين على تسويات مالية”.
ويشير دورسي إلى أنَّه “كان من الأفضل لولي العهد أن تكون العملية عقابية هيكلية بدلاً من أن تكون تعسفية تخلق نظاماً من الترهيب والتهديد، لأنه في هذه الحالة، سيكون هناك العديد من الأعداء الذين يتربصون بوريث العرش ويتحينون الفرصة المناسبة”.
من جهته، يقول ثيودور كاراسيك، كبير مستشاري دول الخليج في واشنطن، إن “ولي العهد يواجه خطر اتحاد المعتقلين السابقين في مجموعات صغيرة وتشكيل حلفٍ ضده لاحقًا، لتقويض خططه الإصلاحية وقيادته بشكل عام”.
يحذر “المعهد البولندي”، في تقرير له حول تعديلات فشل التعديلات الجذرية في السياسة الخارجية للسعودية خلال عم 2017، من الاستمرار في السياسات نفسها التي قد تقود المملكة إلى “كارثة محققة ربما تهدد بإحداث ثورة ضد محمد بن سلمان ونظامه بالكامل”.
يقول تقرير “المعهد البولندي” إن “معظم القرارات التي اتخذتها الرياض بدءاً من التدخل العسكري في اليمن، وافتعال الأزمة الخليجية مع قطر واحتجاز رئيس الحكومة اللبنانية، جاءت بنتائج عكسية، فرياح المملكة قد تجري بعكس ما تشتهيه سفن ابن سلمان”.
في قلب العاصفة يجد ولي العهد السعودي نفسه. وضعته هناك قراراته وإجراءاتها وسياساته الجريئة. هذه العاصفة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المملكة بصورة كبيرة وقد تتولد من احتجاجات جماهيرية، أو حتى اندلاع ثورة داخل القصر الملكي، لأول مرة في التاريخ السعودي بما يهدد سياسات ولي العهد المتهورة وقد يطوي صفحة العهد السلماني.