بعد المصير المجهول للداعية سلمان العودة، أعلن الداعية عوض القرني اعتزال الحديث بالسياسة، وذلك خوفاً من ملاقاة المصير عينه الذي انتهى إليه الكثير من الدعاة في السعودية على يدي ولي العهد محمد بن سلمان.
تقرير: سناء ابراهيم
يبدو أن مصير الدعاة في السعودية أصبح على المحك بعد حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات بأمر من ولي العهد، إذ أصبح محظوراً عليهم التعبير عن رأيهم أو التحدث في أي من المواضيع في البلاد، وخاصة في ما يتعلق بالاعتقالات. وبعد الغموض الذي يلف قضية الداعية المعتقل سلمان العودة، أعلن الداعية عائض القرني اعتزاله الخوض في القضايا السياسية، ما فتح باباً واسعاً من الجدل على الشبكة العنكبوتية.
حمل موقع التدوين المصغّر “تويتر” آراء مواطنين اعتبروا أن خوف القرني دفعه إلى اعتزال السياسة خوفاً من أن يكون مصيره خلف القضبان كما زملائه الذين يقبعون في المعتقلات بأمر من ابن سلمان، وشددوا على أن القرني فضل الحفاظ على نفسه من الاعتقال، أو التضييق، واتهموه بـ”التخاذل، وعدم الاكتراث بقضايا الأمة الإسلامية”.
واستغرب مواطنون كيف أن القرني الذي لطالما تحدث بالسياسة، وأيد ما سمي بـ”ثورات الربيع العربي”، وكان من المحسوبين على الدعاة الإصلاحيين في بلده، يخرج عبر التلفاز، وبكل صراحة، ليعلن عدم مواصلته الدعوة لما يؤمن به سياسياً.
في المقابل، اعتبر بعض المواطنين أن القرني اختار الأنسب لحياته بعد تجربة طويلة تعرض خلالها للاعتقال والمنع من السفر، وفق تعبيرهم، فيما طالب هذا البعض القرني بالتحدث عن رفاقه من الدعاة المعتقلين، قائلين إن ذلك لا علاقة له بقضايا السياسية الخارجية، في حين اعتبر آخرون أن السياسة جزء لا يتجزأ من الدين، وأن على الداعية الإسلامي ألّا يترك الحديث بالسياسة التي يترتب عليها تداعيات كبيرة على الشعوب المسلمة.
بدوره، رد القرني على منتقديه بالقول إنه رفع يده عن السياسة نهائياً ولا يريد الحديث فيها بتاتاً، وعلى وجه الخصوص بعد الانتقادات التي طالته بسبب عدم اكتراثه لحملة الاعتقالات التي طالت الدعاة.
ويرى مراقبون لاعتزال الدعاة السعوديين السياسة أن قرار القرني لا يخرج عن سياق الخوف من ملاقاة مصير زملائه الدعاة الذين اعتقلهم ابن سلمان لأسباب لم تتضح صورتها بعد، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، وهو ما دفع بمنظمات حقوقية دولية إلى المطالبة بالكشف عن مصيرهم والإفراج عنهم، وفي مقدمتهم الداعية سلمان العودة.