مر عام على تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، عام كان صاخباً بالكثير من الأحداث والتطورات والقرارات التي اتخذها ترامب، خاصة في ظل تعاونه مع السعودية.
تقرير: سناء ابراهيم
بعد عام على تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، يمكن الحديث عن قراراته وجولاته التي شغلت العالم على مدى 365 يوماً من توليه، بدءاً من قانون الهجرة الذي وقعه بعد أسبوع على توليه وزيارته إلى السعودية وصولاً إلى قراره الأخير بشأن القدس المحتلة.
طرحت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تساؤلات عدة عن سياسات ترامب، شملت رهانه على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي انعكس في حالة صمت واضح عن حملة الاعتقالات التي طالت عدداً من الأمراء ورجال الأعمال من بينهم الملياردير السعودي الوليد بن طلال، فيما نقلت نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن مصادر مقربة من ولي العهد تفاخره بدعم ترامب لحملة اعتقال الأمراء.
كان ترامب قد بدأ باتخاذ القرارات بعد أسبوع واحد فقط من توليه الرئاسة، حيث وقع أمراً بحظر دخول مواطني 7 دول ذات أغلبية إسلامية في الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة، وهو القرار الذي برره مسؤولون سعوديون مدافعين عنه.
وخلال مايو / أيار 2017، كانت المفاجأة باختيار السعودية لأول زيارة خارجية لترامب، وتمت الزيارة التي ضخّت خلالها الرياض عشرات المليارات من الدولارات، ووقعت الصفقات التي بلغت قيمتها 400 مليار دولار، ورسمت مشاهد البذخ غير المسبوق، على الرغم من العجز الاقتصادي الذي تعانيه البلاد.
وعلى الرغم من معارضة الكونغرس لصفقات السلاح مع الرياض بسبب الجرائم التي ترتكب في اليمن، إلا أن إدارة ترامب استطاعت أن تستمر في تطبيقها لتلك الصفقات، بحكم العلاقة التي تربط ابن سلمان بترامب.
وتتمظهر انعكاسات العلاقة بين الجانبين في مفاعيل القانون الأميركي “العدالة ضد رعاة الإرهاب” (جاستا) الذي صدر على خلفية هجمات 11 سبتمبر / أيلول 2001، والذي تحاول الرياض التملّص منه بتشغيل المال واللوبيات على أراضي واشنطن، والتأثير على قرارات المحاكم التي تعمل على تبرئة السعوديين من انغماسهم بالهجمات، وليس آخر القرارات تبرئة محكمة في مانهاتن الرياض من تورط السعودية بالهجمات، ما يشي بأزمة جديدة داخل الكونغرس بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وقبل أن يختتم العام الأول من توليه، عمل ترامب على تحريك نار الانتفاضة باعترافه بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي بتنسيق مسبق من المملكة وعدد من الدول العربية، وسط ما كشف عن صفقة قدمها ابن سلمان لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لنقل عاصمة فلسطين إلى منطقة أبو ديس الواقعة شرق القدس.
مع بداية العام الثاني من ولايته الرئاسية، يطرح مراقبون تساؤلات حول ماهية استكمال ترامب لسياساته الخارجية، وعلاقاته بابن سلمان، حيث توضع واشنطن في موقع المسؤولية أمام المجتمع الدولي لسكوتها عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب على أراضي السعودية.