تقرير محمد البدري
تناول أستاذ دراسات الشرق الأدنى، في جامعة برينستون، برنارد هيكل، صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى السلطة، في مقال في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فاعتبر هيكل أن إبن سلمان يحاول التعامل مع الحقيقة القاسية والمرة، وهي أن السعودية مملكة غير مستقرة اقتصادياً ولا سياسياً، وهي تتجه نحو الكارثة.
وقال هيكل، في مقاله، إن ولي العهد السعودي ورث دولة متشددة ذات قدرة إدارية محدودة، واقتصاد يعتمد إلى حد كبير على عائدات النفط الآخذة في الانخفاض، معتبراً أن السعودية المملكة مثقلة بنخبة من الآباء والآلاف من أعضاء الأسرة المالكة، الذين يعيشون من دون عقاب، ويشكلون عبئاً ثقيلاً على الاقتصاد.
وبحسب هيكل، فإن القطاع العام في المملكة يعاني بصورة كبيرة من التضخم، حيث يتم فيه توظيف 70 في المئة من السعوديين العاملين، فضلاً عن أن السعودية تنفذ المليارات على التسليح، ويلفت هيكل الانتباه إلى أن النخبة الدينية في البلاد تمنعها من التغيير الاجتماعي، وتسعى إلى المحافظة على هيمنتها وامتيازاتها.
وحول ما قام به ابن سلمان منذ توليه السلطة، أكد أستاذ دراسات الشرق الأدنى، في جامعة برينستون أن ولي العهد السعودي أحدث خلخلة في الأسرة المالكة، وأنهى ثقافة الحصانة من المؤسسة القانونية والمالية، تحت ذريعة مكافحة الفساد، في سياق تحكمه بمفاصل السلطة.
هيكل يصف أزمة الاقتصاد الرئيسة بالنسبة إلى ولي العهد السعودي بـ”كعب أخيليس”، مشيراً الى أن ابن سلمان يحرص على أن تكون الموازنة العامة للمملكة متوازنة، من خلال إنهاء نظام الإعانات والاستحقاقات، فيما تثبت هذه الطريقة أنها غير قادرة على إصلاح نظام الحكم في السعودية.
وتكمن الصعوبة التي يواجهها القطاع الخاص في السعودية بكونه مرتبط تاريخياً، وفقاً لرأي هيكل، بالحكومة وبالإنفاق الحكومي على وجه التحديد، في وقتٍ تتجه الأخيرة فيه نحو إصلاحات غير متّسقة، مثل خفض دعم الطاقة، وفرض ضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات. ويرى هيكل أن فشل ابن سلمان وسياساته وخططه الإصلاحية والاقتصادية يمكن أن يولّد استياءً شعبياً عارماً، خاصة أن الشعب علّق آمالاً كبيرة على تلك الإصلاحات.