ماذا بعد مرحلة الريتز الكارلتون؟ سؤال يتناقله المحللون في ظل تأكيدات منهم أن السلطات السعودية فشلت في تعقّب أموال معتقلي حملتها المزعومة، فيما نجحت في تجميع الفساد في قبضة واحدة.
تقرير: ابراهيم العربي
بعد فشلها في تعقب أموالهم في الخارج، حتى في الإمارات، شددت السعودية من من حدة ضغوطها على عشرات المحتجزين من الأمراء ورجال الأعمال للخروج بتسويات مالية معهم.
هذا ما أكدته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في تقرير لها، حيث نقلت عن مطلعين على القضية قولهم إن إحدى أبرز وسائل الضغط هي التهديد بنقل المعتقلين، الذين يقاومون إلى السجن بدلا من فندق الريتز كارلتون الفخم في الرياض والتهديد بملاحقتهم قضائيا.
وحسب مصادر الصحيفة، تم نقل العديد من المعتقلين إلى سجن الحاير الشديد الحراسة على بعد حوالي 25 ميلا جنوبي الرياض، وأن عملية النقل جرت خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال مسؤولون سعوديون للصحيفة إن المملكة انتزعت حتى الآن نحو مئة مليار دولار من أكثر من 350 شخصا بين أمير ورجل أعمال اعتقلوا في إطار ما اعتبره ولي العهد محمد بن سلمان تطهيرا من الفساد، بحسب زعمه.
هذا الأمر كشفه وزير المالية، محمد الجدعان، في حديث لشبكة “سي أن أن” الأميركية حيث أكد أن الدولة تسلمت بعض الأصول والمبالغ النقدية من الأشخاص الموقوفين على ذمة قضايا الفساد، وأودعتها لدى الجهات المسؤولة في المملكة.
ومن بين المفرج عنهم: مالك مجموعة “أم بي سي” وليد الإبراهيم، ورجل الأعمال فواز الحُكير، ورئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري، والرئيس السابق لهيئة حماية البيئة تركي بن ناصر.
مراقبون لحملة الاعتقالات السعودية، توقعوا أن يبادر المطلق سراحهم بالقيام بأمر منظم انتقاماً من اعتقالهم وتشويه صورتهم أمام العالم أجمع، ويرون أنه في حال فكّر هؤلاء المفرج عنهم في الانتقام؛ فإن ذلك سيشكّل هزة قوية للمملكة، لا سيما أن مجموع مناصبهم يمكن اعتباره دولة بحد ذاتها.