تقرير: بتول عبدون
مارست قطر جهوداً دبلوماسية حثيثة في مواجهة الحصار السياسي والاقتصادي المفروض عليها من قبل السعودية والإمارات والبحرين إصافة إلى مصر، في حين كانت الولايات المتحدة الأميركية إحدى بواباتها.
أشارت مجلة “فوربس” الأميركية إلى تحول الموقف الأميركي من قطر. فبعد تغريدات على “تويتر” داعمة لحصارها من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في بداية الأزمة، أصبح ترامب يشيد اليوم بالدور الذي تلعبه قطر في مكافحة الارهاب، في وقتٍ تدعو فيه المواقف الرسمية الأميركية جميع الأطراف إلى التوصل إلى تسوية للازمة.
ولفتت “فوربس” الانتباه إلى أن “الحوار الاستراتيجي” القطري الأميركي الذي عقد في واشنطن مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، ركز على عمق العلاقات التي تجمع البلدين، لا سيما أن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، اعتبر أن قطر “شريك قوي وصديق للولايات المتحدة منذ فترة طويل”.
وخلال مؤتمر “الحوار الاستراتيجي”، أعلنت الدوحة وواشنطن التوقيع على ثلاث وثائق تضمّنت التأكيد على ترسيخ العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في المجالات الحيويّة كافة، ومواصلة الجهود المشتركة على صعيد حماية أمن المنطقة واستقرارها.
وعرضت قطر على الجانب الأميركي توسيع “قاعدة العديد” الجوية في الدوحة، وهي المركز الإقليمي لسلاح الجو الأميركي، كما تعززت الشراكة بين الجانبين من خلال المعدات الدفاعية الأميركية التي تقتنيها دولة قطر.
النجاحات الدبلوماسية لقطر، بحسب “فوربس”، لا ترتبط فقط بالولايات المتحدة، بل تشمل أيضاً باقي اللاعبين الدوليين، بمن فيهم القوى الأوروبية الكبرى، التي مالت إلى الاصطفاف خلف جهود الوساطة التي تقودها دولة الكويت لحل الأزمة.
بدورها، نشرت مجلة “أتلانتك” الأميركية تقريراً عن “الحوار الاستراتيجي”، وأكدت أن الدبلوماسية التي اعتمدتها قطر منذ بداية الأزمة جاءت خلافاً لما يتمنى جيرانها، فلقد اقتربت من إيران وتركيا، وعمقت علاقاتها الاقتصادية والدفاعية مع روسيا.
ويشير مراقبون للأزمة الخليجية إلى أن الإدارة الأميركية لا تأبه بمطالب أبو ظبي والرياض، بقدر ما يهمها الحفاظ على صفقاتها مع الدوحة، الأمر الذي سيضع دول المقاطعة في مواجهة مع السقف المرتفع لتلك المطالب، والتي أصبحت خارج حسابات واشنطن الإقليمية.