تقرير ابراهيم العربي
الحشود العسكرية السعودية الإماراتية على حدود سلطنة عُمان في محافظة المهرة اليمنية، تشي بأن الإمارات التي حسمت الاستيلاء على عدن وبعض المحافظات الجنوبية تكشف عن مطامعها التاريخية في سلطنة عٌمان بدعم سعودي وغطاء أميركي.
ونشطت الرياض في تكثيف برامج مختلفة تحت ستار العمل الإنساني داخل المهرة، بالتوازي مع خطوات تدفع باتجاه عسكرة المحافظة وتفريخ تشكيلات مسلحة في مديرياتها على غرار عدن، حيث تتخذ السعودية ذريعة مكافحة التهريب من عمان إلى المهرة ستاراً تتشكل من خلفه، في ما يبدو أنه محاولة لاستفزاز عمان وتصعيد الضغوط عليها، خصوصاً فيما يتصل بموقفها من الأزمة الخليجية والعدوان على اليمن.
وتناولت تقارير بريطانية الأحداث المتسارعة في اليمن، معتبرة أن رئيس حكومة عبد ربه منصور هادي، أحمد بن دغر، بات الخاسر الأكبر في أحداث عدن وأن البلاد تتجه نحو الفوضى في اليمن والتقسيم إلى دويلات، متهمة دولة الإمارات بتمرير أجندتها جنوب اليمن.
وكتب مدير ومؤسس “غالف ستيتس أناليتكس”، جورجيو كافييرو، قائلا، ان التطورات في محافظة المهرة التي ظلت جزءا من جنوب اليمن طوال فترة استقلاله زادت من القلق حول المصالح المتضاربة لدول مجلس التعاون الخليجي ودورها في تقويض أو إضعاف الحلول للنزاع اليمني.
ويخشى السكان المحليون من تدخل دول التحالف في منطقتهم التي ظلت آمنة وجرها إلى الحرب. ومع ذلك لم تلتفت الإمارات لمظاهر القلق الشرعية وقبائل المهرة وواصلت تمرير أجندتها في المحافظة اليمنية.
وفي الشهر الماضي زادت السعودية من نشاطاتها في منطقة المهرة عبر الإمارات. وبدت ملامح التأثير السعودي في المهرة عندما قام هادي بعزل المحافظ وتعيين راجح سعيد باكريت بدلا منه، وهو مقرب من الرياض ولديه خبرة في مكافحة التهريب.
ويأمل السعوديون باستغلال علاقاتهم القبلية مع هذه المنطقة في اليمن حيث لا توجد للإمارات صلات.
ولعل حماية الأمن الوطني العماني كانت سببا في عدم انضمام عمان للتحالف في اليمن. وفي الوقت الذي تورطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي في حرب اليمن ترى عمان أنها تدفع ثمن حملة عسكرية غير أخلاقية وبدون هدف.