تقرير هبة العبدالله
تتزايد الأدلة على التعاون غير الرسمي والتقارب في الطموحات والأهداف الذي يجمع الرياض وتل أبيب. تتفق المملكة وكيان الاحتلال الإسرائيلي كاملا على صداقة إدارة ترامب في واشنطن ومعاداة طهران.
لكن وعلى الرغم من الرؤية الواضحة للتناغم السعودي الإسرائيلي، إلا أن أي تقارب مفتوح بين هذين الحليفين ما زال بعيد المنال، برغم سعي ترامب لتحقيقه.
تقول صحيفة ،وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن السبب في إبقاء العلاقات المتينة بعيدة عن الضوء ويرجع إلى أن كليهما لا يمكنه الحصول سوى على القليل جدا من المكاسب في إعلان تحالفهما، ويمكن برأي الصحيفة، خسارة الكثير من أي انفتاح في العلاقات من هذا القبيل.
ففي الواقع، تتعاون السعودية وإسرائيل بالفعل من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق جهود الضغط والأنشطة العسكرية التي تسعى إلى ردع نفوذ إيران في البحر الأحمر.
تقول ،وول ستريت جورنال”، إنه بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، لا تستحق فوائد العلاقات الدبلوماسية مع المملكة السعودية التنازلات الملموسة للفلسطينيين التي تتوقع الرياض أن تقوم بها إسرائيل في المقابل.
أما بالنسبة للرياض، فإن سعر التخلي عن القضية الفلسطينية يبقى مرتفعا جدا مقارنة بما يمكن أن توفره المساعدات الأمنية الإسرائيلية، مثل الدفاع الصاروخي.
وقد أصبح ذلك واضحا على وجه الخصوص بعد أن اعترف الرئيس “دونالد ترامب” في ديسمبر الماضي بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، مما حفز الاحتجاجات العاطفية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، الأمر الذي أعاد تقديم الدعم للفلسطينيين، وأدى إلى توبيخ نادر من الرياض.
والسعودية صاحبت الطموح العالي لقيادة العالم الإسلامي وقيادة تحالف سني معارض لإيران، متأصلة في سيطرتها على أقدس المواقع الإسلامية في مكة والمدينة المنورة. وأمام هذه الاعتبارات لا تستطيع المملكة أن تجد مكانا في أجندتها للإسرائيليين في الوقت الذي ترتفع فيه المشاعر الغاضبة لأجل مستقبل القدس، موطن ثالث أقدس المساجد الإسلامية، المسجد الأقصى.