خطط السعودية لبناء مفاعلات نووية تزعم أنها لأغراض سلمية يقابلها تخوف لدى الكونغرس الأميركي من استخدامها لأغراض عسكرية، فيما ترى مجلة “إيكونومست” أن هذا المشروع ليس اقتصادياً وهو يهدف فقط لمحاولة مجاراة إيران الجارة اللدودة.
تقرير: ولاء محمد
لن تؤدي خطة السعودية لبناء مفاعلات نووية سوى إلى سباقات تسلح، فضلاً عن أنه ليس لها أي معنى اقتصادي.
هذه هي الخلاصة التي توصلت إليها مجلة “إيكونومست” في عددها الأخير، مشيرة إلى بدء شركة كورية جنوبية بوضع اللمسات الأخيرة على أول مفاعل نووي للطاقة في العالم العربي.
وما يثير القلق في هذه القضية هو ما تريده السعودية من امتلاك القدرة على تخصيب اليوارنيوم، وهو الأمر الذي قد يسمح لها بالحصول على قنابل نووية.
وفيما يريد السعوديون بناء 16 مفاعلاً نووياً بقيمة 80 مليار دولار، يسود التخوف في الكونغرس الاميركي من أنه لو منحت السعودية الحق، فإن دولاً مثل الإمارات قد تطلب الشيء ذاته، ما قد يؤثر على جهود مكافحة انتشار السلاح النووي.
وتستدرك “إيكونومست” بالإشارة إلى أن المشكلة هنا تتمثل في عدم اكتراث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث أنه على علاقة جيدة بالمملكة، وهو كان تعهد بإحياء الصناعة النووية الأميركية.
وفيما يتعلق بأهمية المشروع للسعودية، ترى المجلة ان هذه المفاعلات النووية لا معنى اقتصادياً لها في بلد يحرق يوميا نحو 500 ألف برميل نفط في إنتاج الكهرباء، ولديه 11 مليار دولار من موارد النفط، حيث لن تكون تلك المفاعلات قادرة على توليد إلا سدس الطاقة المطلوبة في ساعات الذروة، وهي 120 غيغا بايت.
ويقترح التقرير على السعوديين، بدلاً من ذلك، الاستثمار في الطاقة الشمسية بالنظر إلى وجود مساحات صحاري واسعة في البلاد. وتختم “إيكونومست” تقريرها بالتأكيد على أنه “بالنسبة إلى السعوديين، فإن مشروعاً نووياً هو محاولة للحاق بإيران، وهي خطوة نحو انتشار السلاح النووي في أكثر مناطق العالم اضطراباً”.