بين تعذيب المعتقلين وتشديد الأحكام بحقهم، يقف ولي العهد محمد بن سلمان مطالباً بتغليظ العقوبات، ومشرفاً بشخصه على عمليات التعذيب ولعل ما تعرض له الداعية “سلمان الدويش”، نموذج واضح على ذلك.
فيما تشدد المحاكم السعودية أحكامها بحق المواطنين وعلى وجه الخصوص أبناء المنطقة الشرقية والمعارضين من دعاة وكتاب ومفكرين وغيرهم، كشف المغرد المعروف بـ”مجتهد”، عن السبب الحقيقي وراء اعتقال عدد من قضاة المحكمة الجزائية المتخصصة قبل أشهر، على الرغم من موالاة بعضهم لولي العهد محمد بن سلمان وقربهم منه.
وضمن سلسلة تغريدات على “تويتر”، نقل مجتهد عن مصادر، “أن سبب اعتقال القضاة من المحكمة الجزائية المتخصصة قبل أشهر كان قرارا من ابن سلمان بتأديبهم على إصدار أحكام مخففة على بعض المعتقلين، ورسالة لغيرهم من القضاة أن مصيرهم نفس المصير، إن لم يبالغوا في أحكام قاسية”، مشيراً إلى أن “أحد هؤلاء القضاة المخصوصين بالذكر، كان قد اعتقل بسبب الحكم بالبراءة على الشيخ عادل الطريفي”، بحسب قوله.
حكم البراءة أزعج ابن سلمان الذي أمر بإعادة المحكمة وتوجيه حكم قاس على الطريفي، كما أصدر أمرا باعتقال القاضي تأديبا له على عدم الاتصال بالديوان وطلب التوجيه بتحديد سنوات الحكم.
لم يكن تدخل ابن سلمان في القضاء فقط، بل أنه تولى الإشراف بشخصه على تعذيب الداعية سليمان الدويش، بحسب تغريدات “مجتهد”، الذي أشار إلى أنه “بعد توقف المعلومات كليا عن الدويش منذ اعتقاله قبل سنة، تلقى أهله اتصالا يفترض أنه من داخل السجن من شخص يزعم أنه هو بصوت متغير وكلام مضطرب”، وأضاف مجتهد أن “أمن الدولة ارادت ايصال رسالة لأهله أن ما زال حيا لكنه فقد عقله.
وبحسب المعلومات فإن عائلة الدويش تشكك في بقائه على قيد الحياة، حيث تشير بعض المصادر الى انه قتل داخل السجن.
وبحسب “مجتهد”، لم تشفع للدويش مبالغته في مدح وتعظيم آل سعود عموما، والملك سلمان شخصيا، ولم يشفع له شنه حربا ضروسا ضد خصوم آل سعود من المعارضة.
يذكر أن الدويش كتب عبر حسابه على “تويتر”، قبل اعتقاله بأيام: “سؤال صريح ومباشر: متى سيتوقف هذا السخف في زد رصيدك، ويتحول إلى ما فيه زيادة رصيد نافع للأمة، مانع من أبواب الفتنة المغلقة كذباً”، وهذه التغريدة اعتبرت سبب اعتقاله الرئيسي.