أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن إسقاط الدفاعات الجوية السورية للمقاتلة الإسرائيلية أعطى المسؤولين داخل الكيان درسا في قيود القوة، مشددة على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر نتنياهو بوقف الاعتداءات على سوريا، والأخير رضخ في ظل تراجع الدور الأميركي.
الأكيد أن تل أبيب تريد الحرب، لكن الأكيد أيضا أنها لن تسعى إليها ما لم تعتقد أنها قادرة على حسمها.
المسؤولون الإسرائيليون رفعوا من مستوى التهديد تجاه سوريا وإيران بعد إسقاط المقاتلة F 16، التهديد فقط دون أي مسعى للتصعيد العسكري، علهم يتمكنوا من احتواء مفاعيل النكسة التي عصفت بسلاح الجو الإسرائيلي، والتي لم يستطع الرأي العام الصهيوني داخل فلسطين المحتلة أن يستوعبها حتى اليوم.
وعلى وقع الصدمة التي تلقاها صناع القرار السياسي والأمني، تواصلت المقاربات التي تولاها معلقون وخبراء، وبدا أن هناك قلقا فعليا توغل عميقا في حساباتهم.
صحيفة “هآرتس” وصفت ما جرى في افتتاحيتها بأنه قيود على القوة الإسرائيلية، ورأت أن إسقاط المقاتلة في سماء الجليل، أكد أنه لا توجد حروب خالية من المخاطر، وأنه رغم الإصابات التي قد يتعرض لها محور المقاومة بحسب تعبيرها، يمكنه أن يتعافى ويجد نقطة ضعف حتى في سلاح الجو الإسرائيلي، مشددة على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان أدخلا نفسيهما في الفخ وقلّلا إلى حد كبير من حرية عمل الجيش الإسرائيلي، المهدد بتعرضه لنكسة أخرى اذا ما قرر المغامرة مجددا.
مغامرة يبدو أنها لن تحصل، بحسب “هآرتس”، خاصة وإن النقاشات في الموضوع تم حسمها لصالح التهدئة ووقف الإعتداءات، بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نتنياهو، بما يؤكد ان القرار الروسي في الشرق الأوسط أصبح يؤخذ على محمل الجد في ظل تراجع دور الولايات المتحدة الأميركية التي باتت بمثابة حاضرة غائبة عن الأجندة والمشهد.
مصدر عسكري للصحيفة، أكد ان روسيا استثمرت كثيرا في سوريا من جميع النواحي، بما في ذلك الوقوف الى جانب النظام السوري ودعم الرئيس بشار الأسد، وعليه فإنها لن تسمح لتل أبيب بأي شكل من الأشكال أن تعبث بهذا الانجاز.