أثارت الأحداث الأخيرة في عدن مسألة الخلافات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين الإمارات والسعودية في اليمن، وهو ما تناوله موقع “دويتشه فيله” الألماني في تقرير جديد له.
تقرير: هبة العبدالله
كشف تقرير نشره موقع “دويتشه فيله” الإلكتروني الألماني أن الإمارات تهدد خطط السعودية في اليمن بالفشل، إذ تعمل أبو ظبي بسياسة مناهضة لخطط الرياض ولها أهداف مختلفة تماماً عن أهداف الرياض المتحالفة معها في العدوان على اليمن.
يقول التقرير الألماني إن أبوظبي زادت من حدة التوتر عندما قدمت مؤخراً مساعدات مالية وعسكرية كبيرة إلى رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من الإمارات في اليمن عيدروس الزبيدي، الأمر الذي نبه الرياض إلى المسارعة باحتواء الصراع بين حليفيها، وقامت سراً بإرسال مبعوث إلى عدن الذي سعى وراء الكواليس إلى وقف الصدامات العسكرية بين الطرفين.
وتبين للرياض في الفترة الأخيرة، بحسب التقرير، أن مصالحها في حرب اليمن تختلف عن مصالح أبوظبي التي من المفترض أن تكون حليفها في هذه الحرب، علماً بأن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد هو الذي حرض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الدخول في مغامرة اليمن.
ولفت الموقع الانتباه إلى أن أبوظبي تسعى إلى السيطرة على مضيق باب المندب الذي يصل البحر الأحمر ببحر العرب، إذ يهدد الوضع الأمني هناك بتوقف حركة نقل النفط والغاز من الإمارات إلى أوروبا والتي لا يمكن أن تتم إلا عبر المضيق، في حين أن السعودية لا تعتمد كثيراً على تصدير نفطها إلى الخارج عبر هذا المضيق.
وأكد التقرير أن التكاليف العالية التي تتكبدها السعودية يومياً في مغامرة اليمن وتقدر بـ60 مليون دولار، كلفت مقتل أكثر من 10 آلاف مواطن يمني حتى الآن، وأجبرت الملايين منهم على الفرار من بلدهم، فيما واجهت الرياض، وفق التقرير، فشلاً ذريعاً في اليمن، إذ أنه بعد ثلاثة أعوام على الحرب لم تحقق أياً من أهدافها، وترى السعودية الآن أن تدخلها العسكري في اليمن “أسفر عن نتائج معاكسة تماماً، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول السياسة الخارجية السعودية”، بحسب التقرير.